تعالوا أحبتي جميعا لنحتكم إلى كتاب الله عز وجل وسنة نبيه (صلى الله عليه واله) ونعرض المسألة عليهما بعد التثبيت أن القانون الشرعي الجعفري لا توجد فيه أي مادة مخالفة لفقه أهل البيت (عليهم السلام) وهذا التثبيت جاء بعدما دعمه وأيده مراجع الدين في النجف الأشرف وكربلاء المقدسة وحتى الجهة التي عرقلته بكل أفرادها لم يقولوا بأنه توجد مادة مخالفة لفقه أهل البيت (عليه السلام) ...

الآن نأتي ونحتكم إلى كتاب الله عز وجل وسنة نبيه (صلى الله عليه وآله) بخصوص القانون الشرعي الجعفري قبل الاحتكام يوجد سؤال يطرح نفسه وهو لماذا نحتكم لكتاب الله عز وجل وسنة نبيه (صلى الله عليه وآله)؟ 
حتى يتبين الموقف الشرعي الصحيح ونكون على جادة الحق ومتبعين لمحمد وال محمد (صلوات الله عليهم) ولا ننعق خلف كل ناعق وخاصة ممن يريدنا أن نبيع آخرتنا بدنياه ... .
وقد أمرنا أن نعرض كل المواقف على كتاب الله عز وجل وسنة نبيه (صلى الله عليه واله) روي عن أبي عبد الله عن آبائه عن علي (عليه السلام) قال: إن على كل حق حقيقة وعلى كل صواب نورا فما وافق كتاب الله فخذوه وما خالف سنة رسول الله فاتركوه.
عَنْ أَيُّوبَ بْنِ الْحُرِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) يَقُولُ: كُلُّ شَيْءٍ مَرْدُودٌ إِلَى الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَكُلُّ حَدِيثٍ لَا يُوَافِقُ كِتَابَ اللَّهِ فَهُوَ زُخْرُفٌ. الكافي ج1 ص69
قال المولى المازندراني : ((... كل شيء مردود الى الكتاب والسنة) أي وجب رده إليهما أو هو إخبار بأنهما أصل كل شيء ومصيره ومرد كل حكم ومنتهاه. 
(وكل حديث لا يوافق كتاب الله فهو زخرف) أي قول فيه تمويه وتدليس وكذب فيه تزوير وتزيين ليزعم الناس أنه من أحاديث النبي وأهل بيته (عليهم السلام)). شرح أصول الكافي ج2 ص345

أمرنا بأن نعرض كل شيء على كتاب الله عز وجل وسيرة وأقوال أهل البيت (عليهم السلام) ...

نأتي الآن لنعرض قضية القانون الشرعي الجعفري المستمد من فقه أهل البيت (عليهم السلام) على القرآن الكريم :

قال تعالى: (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ) المائدة 44

وقوله تعالى: (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) المائدة 45

وقوله تعالى: (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ) المائدة 45

وقال تعالى: (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) النساء 65

وقوله تعالى: (أَ فَحُكْمَ الْجاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَ مَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) المائدة 50

روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال (الحكم حكمان: حكم الله عز وجل، وحكم أهل الجاهلية، فمن أخطأ حكم الله حكم بحكم الجاهلية). الكافي ج7 ص407

إن هذه الآيات الكريمة قد بينت انه علينا الالتزام بحكم الله عز وجل وهذا ما لا ينكره احد وأن كل من حكم بخلاف حكم الله فقد حكم بحكم الجاهلية... .

ما هو موقف من عطل حدا من حدود الله ؟

من حديث روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال (اللهم... وإنك قد قلت لنبيّك (صلى الله عليه وآله وسلم)، فيما أخبرته من دينك: يا محمد من عطّل حداً من حدودي فقد عاندني وطلب بذلك مضادّتي). الكافي ج7 ص187

من هو أفضل عباد الله عند الله ؟

قال أمير المؤمنين (عليه السلام): انَّ أَفْضَلَ عِبَادِ اللَّهِ عِنْدَ اللَّهِ إِمَامٌ عَادِلٌ هُدِيَ وَهَدَى فَأَقَامَ سُنَّةً مَعْلُومَةً وَأَمَاتَ بِدْعَةً مَجْهُولَةً وَإِنَّ السُّنَنَ لَنَيِّرَةٌ لَهَا أَعْلَامٌ وَإِنَّ الْبِدَعَ لَظَاهِرَةٌ لَهَا أَعْلَامٌ. نهج البلاغة ص234

ما هي أفضل الأعمال عند الله ؟

قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ (عليه السلام): إِنَّ أَفْضَلَ الْأَعْمَالِ عِنْدَ اللَّهِ مَا عُمِلَ بِالسُّنَّةِ وَإِنْ قَلَّ. الكافي ج1 ص70

من هو الفقيه حق الفقيه ؟

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السلام) أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَأَجَابَ فِيهَا قَالَ فَقَالَ الرَّجُلُ إِنَّ الْفُقَهَاءَ لَا يَقُولُونَ هَذَا فَقَالَ يَا وَيْحَكَ وَهَلْ رَأَيْتَ فَقِيهاً قَطُّ إِنَّ الْفَقِيهَ حَقَّ الْفَقِيهِ الزَّاهِدُ فِي الدُّنْيَا الرَّاغِبُ فِي الْآخِرَةِ الْمُتَمَسِّكُ بِسُنَّةِ النَّبِيِّ (صلى الله عليه واله). الكافي ج1 ص70

كيف نعرف أولي الأمر ؟

قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام): اعْرِفُوا اللَّهَ بِاللَّهِ وَالرَّسُولَ بِالرِّسَالَةِ وَأُولِي الْأَمْرِ بِالْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ. الكافي ج1 ص85

بعض فوائد إقامة حكم الله عز وجل:

قال تعالى : (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ) الأعراف من الآية 96.

عَنْ أَبِي إِبْرَاهِيمَ (عليه السلام) فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ (وَيُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها) قَالَ لَيْسَ يُحْيِيهَا بِالْقَطْرِ وَلَكِنْ يَبْعَثُ اللَّهُ رِجَالًا فَيُحْيُونَ بِالْعَدْلِ فَتُحْيَا الْأَرْضُ لِإِحْيَاءِ الْعَدْلِ وَلَإِقَامَةُ حَدٍّ فِيهِ أَنْفَعُ فِي الْأَرْضِ مِنَ الْقَطْرِ أَرْبَعِينَ صَبَاحاً. تهذيب الأحكام ج1 ص146

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه واله): إِقَامَةُ حَدٍّ خَيْرٌ مِنْ مَطَرِ أَرْبَعِينَ صَبَاحاً. الكافي ج7 ص174 
بقلم