بعد فشل أجهزة كشف المتفجرات ( السونار ) المستخدمة في العراق والتي اصبحت فضيحة العراق العالمية لا تضاهيها في السمعة عدا فضيحة واتركيت الامريكية ، تلك الاجهزة التي تم شراءها بملايين الدولارات من تجار سلاح الخردة العالمية وقد سببت ولا تزال تسبب الحوادث والتفجيرات والتي راح ضحيتها الالاف من المواطنين العراقيين بسبب فشل عمل تلك الاجهزة ومازال العمل بها الى يومنا هذا. مما حدا ببعض المسؤولين باتخاذ قرار بأستخدام الكلاب البوليسية بديلاً عن أجهزة فحص السونار الفاشلة . فقد نقلت الاخبار عن أتخاذ المسؤولون في محافظة ذي قار بتوجههم بشراء 30 كلباً بوليسية تتولى حراسة مداخل مدينة الناصرية التي تتسم بالهدوء وغياب الشحن الطائفي بالرغم من قلة الخدمات ووفرة الامراض السرطانية والمزمنة وارتفاع نسبة البطالة وتأخر الحياة الثقافية والاجتماعية الموروثة فهي مدينة الشعر والشعراء ومدينة داخل حسن وحضري أبوعزيز وحسين نعمة وغيرهم الغنائية ومدينة التاريخ التي علمت البشرية كتابة الحرف الاول ليشع نور أبو الانبياء أبراهيم عليه السلام على الكرة الارضية . فرغم فساد المسؤولون وفشل اجهزة كشف الزاهي والصابون والبلاتين المستخدمة من قبل الاجهزة الامنية ومازال العمل بها ، تمتعت الناصرية بهدوء نسبي لا تخالطه التفجيرات الا نادراً ، ولكن هذا نابع من دعاء الامهات الطيبات وكما يقولون ( دعاء الام مستجاب ) اللواتي عانن من الحروب وما خلفته تلك الحروب من أيتام وفقراء في هذه المدينة المحرومة من كل شىء حتى من ماء نهر الفرات التي تقع عليه لكونه مالح بعد أن يمر بمملحة السماوة . قد تعاني عملية أستيراد الكلاب البوليسية بكثير من التساءلات والاحتجاجات كما حدث في أستيراد أجهزة فحص المتفجرات الفاشلة ويخدعوا بها المسؤولين الصغار وتمرر الصفقة عبر مافيات المسؤولين الكبار ، بمعنى لو جاءوا بكلاب فاشلة لا تعمل فما هو الضمان ؟!!! وما هو الضمان من ان تكون تلك الكلاب ليس ( ثولة )؟!! . وان الكس باير ليس منتهي . بالتاكيد سيكون الجواب جاهزاً من الان بان العراق درجة حرارته مرتفعة والكلاب تعمل بدرجة الصفر وعدم قدرة العراق على توفير الاجواء المناسبة لها لانقطاعات الكهرباء لساعات طويلة . ولكن الحكومة المحلية تخشى أولاً من احتجاجات وتظاهرات الكلاب السائبة في الناصرية على وجود كلاب بوليسية مدللة يصل ثمن الواحد منها عشرات الالاف من الدولارات ويخصص له راتب شهري مقداره 3 الاف دولار للتغذية ومرافق بدرجة نائب عريف .وقد تطالب باستمرار الاعتصامات في شوارع الناصرية وساحاتها اذا لم تليبي مطالبها بطرد الكلاب البوليسية لانها من انتاج أجنبي أو عقد صفقة معها على تعيين قسم منها مقابل انهاء الاعتصامات والتظاهرات ... أذن هذا هو دلال الديمقراطية في العراق .ولكن الشعب خائفاً أشد الخوف من أن تمارس تلك الكلاب العض وتؤذي من يحمل في داخله كرهاً للحكومة فيصبح الشعب معوقاً لا تنفعه علاج المستشفيات غير القادر على لدغة أفعى سيد دخيل . فكيف تقدر على عضة الكلاب السائبة فأتصبح فضيحة توازي فضيحة أجهزة سونار كشف المتفجرات .
مقالات اخرى للكاتب