شهر رمضان شهر الرحمة والغفران.
وفي اللغة , الرحمة :الرّقة والتعطّف , وتراحم القوم: رحم بعضهم بعضا. والرحمة المغفرة.
والقرآن "هدى ورحمة لقوم يؤمنون" , "ورحمة للذين آمنوا منكم", "وتواصوا بالصبر وتواصوا بالرحمة" , أي أوصى بعضهم بعضا برحمة الضعيف والتعطف عليه.
والله هو الرحمن الرحيم. ورحمة الله: عطفه وإحسانه ورزقه.
وفي القرآن الكريم:
"كتب ربّكم على نفسه الرحمة" الأنعام:45
"وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" الأنبياء: 107
"لا يكلف الله نفسا إلا وسعها" البقرة:286
فالرحمة سلوك إنساني إيجابي تؤكده المجتمعات الحية , وتعززه وتجعله قيمة وطنية سامية وذات مواصفات نبيلة , ومؤثرة في تقدم الحياة وبناء التقاليد اللازمة لصيرورتها الأفضل.
فترى الإنسان المتحضر يرحم المحتاجين , ويمتد عطفه ورقته إلى الحيوان , الذي يرعاه ويعطف عليه بالمأوى والعناية والطعام.
ومن الأحاديث النبوية:
"إنّ رحمتي غلبت غضبي"
"مَن لا يرحم الناس لا يرحمه الله"
"مَن لا يَرحم لا يُرحم"
"إرحموا مَن في الأرض يرحمكم مَن في السماء"
"إن الله يعذب الذين يعذبون الناس"
والدين الإسلامي دين محبة وألفة ورحمة وتراحم وتعاطف وتكافل , فالسعادة الإنسانية تُبنى على الرحمة , وفي المأثور الإسلامي الكثير من الأمثلة على سلوك الرحمة والعطف والتوادد الجميل.
ويقول الإمام جعفر الصادق:
"الرحمة في الله حياة"
ومن أمثالِنا العربية:
"إرحم مَن دونك يرحمك مَن فوقك"
وفي شهر الصيام والغفران , أين الرحمة , وما هي آلياتها التي تتحرك في مجتمعاتنا , وتقرر مسيرة أيامنا؟
وهل عندنا سلوك رحيم , نبني عليه , وبه نصنع وجودنا الصحيح , الذي يجعلنا نعتصم بحبل المحبة والوحدة الوطنية والإنسانية , التي يدعو إليها ديننا الحنيف؟!