يا أخيْ في الدينِ أو أنتَ نظيري
هذهِ الدنيا تجلّتْ للبَصيرِ
مِن ترابٍ لترابٍ سافرتْ
وتوالتْ في مَحطاتِ المَسير
قد وَعاها مَن وعاها مُدْركا
فدَحاها بترابٍ وحَصيرِ
إذهَبيْ عنّي وغيبيْ وانتهيْ
قالها القلبُ المُعنّى بالمَصير
بفؤادٍ ساطعٍ في كونها
أشرقَ الروحُ بضوءٍ كالمُنيرِ
يا إماما لحشودٍ مِنْ ثرى
صَوتهُ الحقّ سَيبقى كالبَشير
أمّةٌ تدري بمَعنى دينها
وتراها بحياةٍ كالأسير!
أدْركتْ ضعفاً فأعْيتْ عَقلها
واسْتجابتْ لهواها كالسّعير
ما لها تكبوا وفيها كوكبٌ
يَحملُ العِلمَ بروحٍ للعشير
إنّما الأجيالُ تحيا جَهلها
باضطرابٍ واتباعٍ لمُشيرِ
وبها الفرقانُ ينأى ينتخي
صارَ رسما من حُروفٍ وجَهيرِ
هكذا الناسُ نيامٌ ترتجي
يقظة الموتِ تنادي بالنذير
حَسْبُها عاشتْ وغابتْ لا ترى
نورَ فكرٍ وعطاءٍ وأثيرِ
ضاعَ نهجٌ من بديعاتِ المَعاني
ببكاءٍ ومسيراتِ العَسير
فغدى الحُكم بظلمٍ دونَ عدلٍ
وعداءٍ للقريبِ والمُجيرِ
وإذا الإحسانُ جرمٌ فاحشٌ
وذوي القربى بقربٍ كالسجيرِ
وبها الدينُ شظايا ناثرتْ
كلّ موجودٍ بوادٍ وهجيرِ
قد تلاحتْ أمةٌ من غيّها
في حطامٍ وفضولٍ وحَسيرِ
وتناستْ جوهرا في أصْلها
فتراها في مداراتِ الكسير
وهوى النفسِ غشاها كلّها
فاستجابتْ لدليلٍ كالضرير
تحْسبُ الدينَ دموعا يا إلهي
وانغماسا في متاهاتِ الصغير
ما وَعتْ دينا , وضادٌ يشتكي
من جهولٍ وجهولٍ ومريرِ
يا إماما , ما وعيناها بعقلٍ
وأرانا دون علمٍ كالغريرِ
كيفَ عدنا لحضيضٍ ضمّنا
وهجرنا كلّ نجمٍ وأميرِ
قالتِ الأيامُ فينا ذنبنا
وذنوبُ الناسِ من جَهْلِ الوزير!!