عشِقتً عيونَها والعينً تًغري
وهِمْتً بروحها الحبّ يًزري
جميلةً نظرةٍ ترنو بَديعا
حَبيبةً عاشِقٍ تزهو كبَدْر
وقلْ عنها بما وُهِبَتْ وجادتْ
ودَعْ عنّي مشاغلةً بأمْرِ
ألا نظراتها سَكبتْ شعاعا
يساقيني بألحاظٍ كخمرِ
هيَ الصهباءُ منْ ثمرِ المعاني
نعاقرها بداجيةٍ وفجرِ
فخذ عنّي صبابتها وشوقا
وصادر كلّ أيامي وعمري
معانقتي بإصباحٍ تجلّى
أرى زمنا به الأزمان تثري
أواجهها بأحلامي وتوقي
وأغريها برائعةٍ وشعرِ
وأمضي نحو عاليةٍ تناءت
وأبدو مثل محمومٍ بأسرِ
أشاطرها الهموم ولا أبالي
لأنّ الحبَّ فوّارٌ بصدري
وعن ولهٍ وأشواقٍ وذكرى
تحاورني بأحداقٍ وفِكرِ
فأهوي مثلَ مرهونٍ بجذبٍ
بأحضانٍ وتائقةٍ لسجر
كأنّ عطورها عَبقُ الأماني
وأنّ جمالها وطنٌ لبُهر
وما كنتُ الذي جزع الثواني
كمذبوحٍ بخائبةٍ وخسرٍ
أعلّمها الحياة بغير قولٍ
وترميني بمستورٍ بجهر
فعانق أمة عشِقتْ صِباها
وطاردْ حبّها دوما كنِسْرِ
أجبْني يا فؤادي أنّ روحي
معلقة بترويحٍ وقصْرِ
فلا تعتبْ على صبّ مُعنّى
بأنياطٍ وعاقبةٍ لدهْرِ
أسامرها وأعماقي كسمعي
وأفكاري لسانحةٍ وذعْرِ
أحبّ كلامَها والقلبُ يُصْغي
لخفّاقٍ ومعسولٍ بهذر
أهيمُ بها ولا أدري لماذا
وأرويها بشائقةٍ وذخر
وأرنو رغم إحْراجٍ وحُجْبٍ
إلى أملٍ ومَحبوبٍ بخِدر
تعالي حلوتي ودَعيْ جُنوني
يخالطُ لوْثةً , ما عُدتُ أدري
فسبحانَ الذي جعلَ الخفايا
كبارقةٍ وأمواجٍ بنهْرِ
لساجرتي بأشواقٍ ومنْعٍ
أبوحُ بموجعٍ يرتامُ سَجري
لمولِعَةٍ إذا قدحتْ أضاءَت
لأنّ النارَ في قلبٍ كجَمر
أصاحبها وروحي في التياع
ونفسي من لظى دنفٍ بقهر
