عينت وزارة التربية الكثير من الموظفين تحت عنوان أمين مكتبة ، وكعادت الوزارات والمؤسسات العراقية في التعيين ، فلا قيمة لتخصص الموظف وموهبته، وربما يكون ليس لها علاقة بما يؤديه من وظيفة ، وهو لا يهتم بذلك ايضاً ، مادامت الوظيفة توفر له مرتباً جيداً و مكاناً مريحاً بلا مجهود يذكر ، المهم ، عينت أمناء مكتبات لكن لا توجد هناك مكتبات فعلاً ليتولى الموظفون الأمانة عليها ، ولا يوجد وقت مخصص لها ، الموظف أمين فقط على استهلاك الشاي والسكَائر والثرثرة في السياسة والدين واثارة المشاكل ربما.
قلت لأحدهم قبل مدة " لماذا لا تبادر بما يتيسر لك من كتب لخلق فرصة لتعريف الطلبة ولو بشكل مختصر بكتاب معين وبفكرته ومؤلفه ؟"
فقال ان القضية عبارة عن كلاوات ، ولا يمكن ان تثمر عن شيء ، ثم ما دامت الدولة لم تطلب ذلك ولا تحاسبني عليه ، فليش اتعب نفسي !
قال اني مكتبتي تحتوي على 30 كتاباً دينيا ًتبرعت بها مؤسسة دينية !
انا متأكد ان أمين المكتبة نفسه لم يقرأ كتاباً منذ عقود ، هذا اذا كان قد قرأ كتاباً أصلاً .
وربما تلك الأعذار يقدمها الكثير غيره بأن المجتمع لا يقرأ و لكن ليس هناك من يبادر لحث الناس على القراءة واجبارهم عليها خاصة في المدارس .
وبمناسبة الكتب والمكتبات ، ففي الدول الغربية وفي سبيل تنشئة الأطفال على القراءة لا تخلو حتى الحمامات من الكتب ، فهناك نوع خاص يسمى بكتاب الحمام ، حتى ان إحدى شركات النشر الألمانية قامت بطبع روايات مختلفة على ورق التواليت، وعرضت الفكرة لأول مرة بمعرض فرانكفورت الدولي للكتاب .
ويعتبر منتص شهر يناير من كل عام اسبوعاً قومياً للقراءة في الحمام في الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا .
لقد اختفت الكثير من ملامح القراءة في البلاد ، فعندما كنا صغاراً كانت محلات الحلاقة وعيادات الأطباء وغيرها من المحال الخاصة وحتى الدوائر الحكومية مليئة بالكتب والمجلات المختلفة ، اتذكر منها ، العربي ، طبيبك ، كل العرب ، الوطن العربي ، الراصد ، وغيرها بالإضافة الى الصحف اليومية الموجودة انذاك .
ربما لم يكن من يعرض تلك الكتب قارئاً جيداً لكنه كان عاملاً مشجعاً عليها ، لكنها اليوم صارت محل تندر وسخرية احياناً في بيئة لا تقدس سوى الكتب الدينية التي تثقف ابناء الطوائف للتقاتل في ما بينهم وفضح أحدهم للآخر !
مقالات اخرى للكاتب