أعتقد ان العراقيين يمتلكون خبرة , لا يمتلك مثلها اي شعب آخر , في مجال الادوية والتداوي . فأذا اشتكيت من وجع بالمعدة فسيدلك السامع فورا على اللبراكس أوعلى الامبيكلوكس اذا اشتكيت من التهاب ما ... وغير ذلك .
سألت صديقا عن علاج من حالة اخذت تلازمني مؤخرا وهي الشعور الحاد بالتقيؤ ( الغثيان ) فأشار علي من فوره بتناول الـ بلاسيل . اجبته بعدم جدوى هذه الحبوب لعلاج حالتي .
سألني صديقي المجرب فيما اذا كانت الحالة نتيجة نوع محدد من الاطعمة , أو في وقت محدد ... اخبرته ان لا علاقة للطعام بشكواي , وهي تواتيني طوال الوقت ما دمت مستيقظا .
وبعد سؤال قصير وجواب اقصر فهم صديقي ان التلفاز وخاصة نشرات الاخبار وتصريحات المسؤولين المتهافتين على الفضائيات ( ما مصدكين يطلعون بالتلفزيون ) . هي سبب التقيؤ الذي ارهقني ولا يزال .
عزيزي اذا شكولهم ما عاجبتك لا تباوع عليهم – نصحني صديقي
انا لا اعيب على أحد شكله على الاطلاق – أكدت لصاحبي – لكن تصريحاتهم المتخمة بالكذب والنفاق هي السبب.
يتحدثون عن الفساد وهم فاسدون .
يتكلمون عن حرية التعبير وهم اقرب ما يكون الى كم الافواه وكتم الانفاس .
يفاجؤوك يوميا بانجازاتهم في الوقت الذي لم نلمس منهم سوى الحبر على الورق .
أصابونا بالقرف من كثرة ما رددوه عن المصالحة وضرورة " توحيد الصفوف " وهم اساس الفتنة والتمزق .
ولم انس التاكيد على استثناءات نادرة جدا جدا.
ضحك صديقى قليلا ... ثم علت على وجهه ملامح الجد وهو يقول – ثلاثون مليون حالة تشبهك . وعلاجها الوحيد في النفط .
ولما سألته – النفط في جيوبهم فكيف نعالجهم به ؟
قال وهو يمضي الى شغل يشغله – هو الذي سيحرقهم ولا يبقي لهم من أثر . أنذاك سيتوقف غثيانك !
فهل سأنتظر حتى يحرقهم النفط ؟؟؟!!
مقالات اخرى للكاتب