في كل الحروب والصراعات العسكرية بين القوى المتقاتلة تكون للاجهزة الاسنخبارية والمخابراتية دور محوري واساسي يصاحب الجهد العسكري الميداني باتباع السياقات والاجندة الحرفية الخاصة بهذه الاجهزة للحصول على المعلومات والحقائق عن مخطط الجهة المعادية ليوظفها للقيام بعمليات استباقية لمواجهة مخططها ويتم هذه عبر استراتيجة متعددة واهمها ان تمتلك المعلومات التي تحول دون اعتماد العدو على العناصر المشبوهة والمعادية التابعة للعشائر والقرى التابعة للمناطق التي تجري فيها القتال واستغلال دعمهم للقوى المعادية لتحقيق اهدافها ومعرفة هذه العناصر عبر تشكيل شبكة معلوماتية تكشف هذه العناصر الخائنة والمشبوهة والمعادية التي تقف بجانب العدو كما يقف اليوم خونة وعملاء عراقيين في مناطق الموصل وحويجة وسامراء وتكريت والرمادي مع مجرمي داعش حيث ان اعداد الذين يقاتلون بجانب داعش من هذه المناطق تضاهي اعداد المجرمين الملتحقين بتظيم داعش من خارج العراق اضافة الى المئات من الضباط العسكريين البعثيين الذين يعدون الخطط القتالية لتنظيم داعش في حين ان القتال مع العدو لايجري في اراضي العدو اي ان العمليات العسكريى لاتجري في مناطق فيها اناس غير عراقيين يصعب على اجهزتنا الاستخبارية اختراقهم عبر اناس عراقيين مخلصين يشكل منهم شبكة اتصال معلوماتية .
لحد الان لم تستطع اجهزتنا الامنية والاستخبارية معرفة مجرمي داعش من العراقيين في بعض المناطق المعروفة بوجود الكثرة من الخلايا البعثية والتنظيمات الوهابية والسلفية المتطرفة الذين يساندون تنظيم داعش ولم تستطع الوصول الى هذه الخلايا لتفكيكها والقضاء عليها ..رغم معرفة المواطن العراقي البسيط ان اسباب فاعلية ونشاط تنظيم داعش في هذه المناطق هي دعم واسناد هؤلاء الخونة الامتناهي لمجرمي داعش... والعسكريين المحترفين يعلمون من اين واتت داعش القوة والخطط العسكرية ليسطر على ابار النفط في كركوك مؤخرا ليكلف تطهيرها استشهاد خير ضباط وحدات البيشمركة و50 من مقاتليها ولا شك ان اهالي كركوك واجهزة الاسايش الكردية يمتلكون كل المعلومات عن مئات الخلايا البعثية والارهابية في قرى وبساتين ناحية الرياض والعباسية وروكان التابعة لقضاء الحويجة ومناطق قرى عربية في اطراف كركوك وغربها .. نحن نستذكر قادة العراق المخلصين بهذه الحقائق لنؤكد عدم مهنية الاجهزة الاستخباراتية والامنية وافتقادها الى الاسس الحرفية المعروفة عالميا لهذه الاجهزة للتعامل مع متطلبات المعركة مع داعش بشقيها السياسي والعسكري وامتدادها للقوى الداخلية والخارجية الساندة لها .
ان ضعف الاجهزة الامنية والاستخبارية اوجدت اشكالات كبيرة ليست فقط فيما يخص الامور العسكرية الميدانية التي تحتاج الى جهدها بل على الصعيد السياسي وصعيد علاقات الطوائف ومكونات الشعب العراقي ... فعدم امتلاك الاجهزة الاستخبارية القدرة من تشخيص ومعرفة اعداد الخونة العراقيين الداعمين لداعش من كل عشيرة او قرية خلقت مشاكل في الاونة الاخيرة تسئ الى سمعة الحكومة والقوات المسلحة وقوات البيشمركة ..
سبق وكتبنا حول ورود معلومات عن مراسلين ميدانيين مرافقين لوحدات البيشمركة تابعين للصحف والقنوات الكردية حول الخونة العراقيين من قرى وعشائر في المناطق العسكرية الساخنة في منطقة زمار وسهل الموصل وسهل ربيعة وقرى الحمدانية وشرقاط ومنضويين الى تنظيم داعش يقاتلون بجانب داعش وعندما يندحرون ويتم تحرير هذه القرى والسيطرة عليها يرجع الداعشي الخائن العراقي الى قريته ويختلط بالناس الاخرين في قريته وكان شيائا لم يكن ...وكانه لم يذبح او يحرق او ينهب الممتلكات وكانه لم يوجه رصاصاته الى صدر الجندي العراقي او البيشمركة ..وعندما تصل معلومات اجهزة الاسايش عن طريق الخيرين الشرفاء من العراقيين بوجود هؤلاء الهاربين من ضربات البيشمركة او الجيش العراقي ...وعندما يتم ملاحقتهم للقضاء عليهم او اعتقالهم ..وعندما ينبري مؤيدي داعش في القرية او المنطقة لمقاومة القوة التي تستهدف هؤلاء المجرمين ..ترتفع عقيرة جهات مشبوهة تدعي ان قوات البيشمركة والقوات المسلحة يشنون حربا عرقية او طائفية ...كما جرى قبل ايام عندما داهم البيشمركة مجرمين داعشين في احد القرى العربية القريبة من ناحية سنجار ..وان هذه الابواق المشبوهة لها اهداف عديدة تصب في صالح تظيم داعش اولا لخلق رأي عام ضاغط بأتجاه ايقاف ملاحقة هؤلاء المجرمين الخونة المنتمين الى عشائر المنطقة وكشف اعدادهم في هذه المناطق ..ثانيا خلق توتر عرقي وطائفي تحول دون اي تقارب بين المكونات العراقية و بين اطياف الشعب العراقي وبالتالي عرقلة تحقيق مصالحة وطنية حقيقية والتي هي اهم اهداف الحكومة الجديدة وتحضى بقبول شعبي كبير
اما دور الساسة من الاحداث الميدانية حول موقف قوات البيشمركة لهؤلاء الخونة وتحليلاتهم حول ما يجرى فاننا نظن ان موقف الساسة ليس بالشكل الذي يجب ان يكونوا فالمواقف المتخدة من قبل البعض من قادة العملية السياسية مبنية على الجهل التام بما يجري ميدانيا في ساحات المعارك لقواطع عمليات البيشمركة .وهذا الجهل متأتي نتيجة قصور الاجهزة الامنية والاستخبارية وعدم قدرتها معرفة الحقائق الميدانية .ورصد ومعرفة العناصر الساندة لتنظيم داعش الارهابي والذين يبثون مختلف الدعايات كجزء من الحرب النفسية والدعائية ولا ابالغ حينما اقول ان اكثر قادتنا لايعرفون ان قوات البيشمركة حررت اكثر من 1900 كيلومتر مربع تشمل مناطق سنجار وسهل الموصل وسهل ربيعة وقراها ومناطق كركوك وديالى وعشرات القرى العربية في اطراف الموصل وفي الايام الاخيرة تمت السيطرة على محاور وطرق وجسورستراتيجية سيسلكها قوات الجيش العراقي والبيشمركة لتحرير الموصل .وحتى الاعلام الحكومي يتغاضى عما يحدث في قواطع عمليات البيشمركة ..وانني اتسائل هل ان اجهزتنا الاستخبارية مسكت خرائط للاراضي المحررة الجديدية وتوجهت اليها وتحرت عن القرى المحررة واستقصت عن العناصر المشبوهة ؟؟ وهل طلب القادة السياسين ملاحقة الخونة بعد تحرير القرى التي احتلها داعش بدعمهم .وهي مناطقهم ؟
مقالات اخرى للكاتب