ان من المبادئ الاساسية للتعامل مع المراجعين التي حددتها مؤسسات الدولة تعتمد اساسه على الانتماء الى الوطن، وعدم المفاضلة بين مواطن واخر على اساس الشهرة او المنصب او اعتبارات اخرى اضافة الى الكيفية في استقبال المراجعين الى الدوائرة من المصارف والمحاكم و العقارية والمستشفيات و الاحوال المدنية واصدار الجوازات هي الاكثر ازدحاما من بقية المؤسسات اخرى ففي هكذا دوائر خدمية لابد ان يتصف الموظف المسؤول عن انجاز معاملات المواطنين برحابة صدر وافق تفكير اوسع بالطريقة التي يشعر فيها المواطن بالانتماء الى الوطن وأستيعاب المراجع الذي في اغلب الاحيان يجد نفسه على حق وما ان يطلب منه مثلا بعض المستمسكات الضرورية لانجاز المعاملة حتى يثور بوجه الموظف المعني متهما اياه بالتقصير او الاهمال او انه لاينجز عمله الا مقابل رشا.. هي صور يومية نشاهدها في تلك الدوائر لان هناك أنواعاً مختلفة من الأشخاص الذين يصعب التعامل معهم، فمنهم شديدو التذمر وهناك المتكبرون بشدة بالإضافة إلى الذين لديهم سلوك يتصف بالعدوانية المفرطة وغيرهم من الذين يتهربون من المسؤولية، والذين يلومون غيرهم على أخطائهم … لذا ان اختيار الموظف الكفوء مهم من الذين تستوجب عملهم انجاز معاملات المواطنين،ومن تلك المواصفات ان يكون رائدا في فن التعامل مع الزبائن، لاسيماً لمن هم في المصارف وعملهم يتطلب التعامل المباشر مع الناس وكيف اذا كان المراجعون من المتقاعدين وما يعانوه من اوضاع معيشية ونفسية ومرضية صعبة ومنهم من يتحامل على اوجاع الامراض التي غزت جسده خلال سنوات الخدمة الطويلة لكي يحضر شخصيا كل شهرين ويقدم المستمسكات الشخصية لتسلم الرواتب الامر الذي يتوجب ان يتم اختيار الموظفين ذوي المواصفات الخاصة نوعا ما في هذا الجانب ..ويبدو ان ادارة مصرف الرافدين فرع الاعظمية ادركت ذلك في اختيارها موظفة رائدة تتقن فن التعامل الانساني مع فريق عمل قسمها (رواتب المتقاعدين) بحيث تسير الامور يوميا بكل انسيابية ودون تذمر من اي مراجع وتحاول ان تجيب على جميع اسئلة واستفسارات المراجعين من المتقاعدين وكل تعطيه حقه وهو راض وممتن ..راقبت من بعيد طريقة اداء الموظفة (أم سرى)..وهي كنيتها فالجميع ينادون بأسمها وما ان اقتربت من الشباك المخصص لقسمها حتى تيقنت انه لتحظى بلقب الموظف الناجح و المثالي الذي يكون محبوباً في بيئة عملك وان تتحلى بالاعتزاز بالمهنة وحبّ العمل، فمن أحب شيئاً ، أخلص له وان تثق بالنفس عادلة وغير متحيزة في انجاز المعاملات وتحسن الاستماع والإصغاء للمراجعين وتخلص في عملها وتأديه على الوجه المطلوب ..هي صفات وجدتها في (أم سرى) وفريق عملها وبعد ان غادرت المصرف وفي سري تمنيت ماذا لو كانت جميع مؤسسات الدولة التي يقصدها المواطنون يوميا بنفس تلك التي في مصرف الاعظمية ولو بنسب معينة وليس تلك الصور لبعض الموظفين ما ان تسأل عن شيء حتى لايجيب بل يؤشر فقط او يامرك (اوكف على جانب) ومجرد المناقشة معه على متطلبات المعاملة حتى يصرخ دون اكترث من الذي امامه ان كان رجلا مسنا او امرأة مريضة بالقول (شنو انت تريد اتعلمني شغلي روح هاي المعاملة كله غلط سويها من جديد ؟؟)…وهكذا لابد ان يعود المراجع الى المربع الاول وفق مفهوم السياسيين !! لمجرد ان مزاجية ذلك الموظف قد تعكر او كما يقول البغداديون (اندكر اشوي ) والضحية هذا المسكين المراجع الذي لاناقة له ولاجمل وحتى خروف !!هي صورتان ومن دائرتين من مؤسسات الدولة العراقية ولكن شتان ما بينهما وكما يقال (اين الثرى من الثريا)..
مقالات اخرى للكاتب