ضاعت البوصلة ألسياسية بسبب المشهد السياسي الذي يشوبه التخبط وعدم الوضوح وقادة الكتل والحكومة والمعنيون بإدارة ألدولة والعملية السياسية يتجاهلون المطالب الشعبية المشروعة للجماهير واعتصاماتهم من اجل الإصلاح والتغيير الشامل لان ألمشكلة المعطلة للإصلاح والتغيير الشامل هي مشكلة المصالح السياسية والشخصية التي ستؤدي حتما إلى الاطاحة بالدولة وضياع حاضر ومستقبل الشعب العراقي ومصالحه وماله العام والخاص إذا استمر نهج الكتل السياسية على هذه الشاكلة التي تعني عدم وجود نوايا صادقة حقيقية للخروج من الأزمات بتنفيذ ممارسات إصلاح والتغيير الشامل بعد أن ضرب الخراب ولبس الفساد كل مؤسسات ألدولة والعراقيين ينزفون دماؤهم وأمنهم ومصادر أرزاقهم واستقرارهم بلا توقف منذ عقد ونيف والمستفيد من هذه الأوضاع الشاذة على ساحتنا الوطنية هم أصحاب المصالح قادة وسياسيين ومعني بإدارة ألدولة والماسكين بشرايينها وزعانفهم الفاسدة وهذا يتضح من خلال وثيقة شرف المحاصصة التي وقعت من قبل الرئاسات الثلاث والتي جاءت تكريسا رسميا لتحاصصهم الطائفي والمذهبي والعنصري لسلطات الدولة ومؤسساتها وهذا يؤكد ان الكتل وأحزابها وقادتها لا يرغبون في الإصلاح والتغيير الحقيقي وتجاوز المحاصصات ليبقوا ويستمروا في قبضتهم ألحديدة على مقاليد الحكم لان بقاءهم مرهون بهذه المحاصصات ولا مكان لهم بدونها وهي ابتزاز سياسي وغيره وهذا ما تأكده وثيقة الشرف الموقع من قبل الرئاسات الثلاث للحصول على اكبر قطعة من الكعكة و من جسد ألدولة والوطن الجريح والشعب المنكوب لان هذه الوثيقة تشير إلى أن ما حصل هو اتفاق على الحصص وليس على إعداد وإنضاج وتشكيل حكومة تكنواقراط وطنية مهنية تمتلك الخبرة والتجربة وتراكماتها في الحكم وإدارة دولة غارقة في أزمات غير معهودة وغير مسبوقة وهذا يشير على إننا أصبحنا أمام مشهد سياسي بخطوات سياسية يراد بها شدنا إلى الوراء لان الوثائق والتعهدات التي جربنها وخبرناها وتواقيع رؤوساء الكتل والسلطات لم نلمس منها غير التراجع والانحسار والتردي وتكريس المحاصصات الطائفية والفساد والتنازل والتراجع عن حقوق الوطن والمواطنين ورغباتهم ومصالحهم المشروعة لان كل هذه الوثائق والتعهدات والتواقيع لم ولن ترتقي يوما لا في الماضي ولا الحاضر ولا حتى المستقبل إلى بناء دولة وحكومة بمستوى التحديات والتطلعات الشعبية والوطنية ولا تحل لنا ازمة أو مشكلة او تحقق أي هدف من أهداف الإصلاح والتغير وما يعتقده العراقيون اليوم وهي الحقيق إن هذه الكتل وقياداتها تبحث عن مصالح ومكاسب وغنائم خلال طيلة الفترة التي حكمت فيها وهي من دمر العراق وشعبه وضيعت حقوقه وأنتجت لنا مشاهد سياسية واجتماعية واقتصادية ووطنية يظهر لا يراد لها أن تتغير إلا بالتضحيات الجسام بعد أن قسمت هذه الكتل الشارع العراقي وخندقه طائفيا ومذهبيا وعنصريا بأخذها طوائفهم إلى غير مواقعها الحقيقية وإلا ماذا تعني وثيقة الشرف التحاصصية غير المساومات ولي ذراع البعض للبعض الأخر من اجل الاستحواذ على مناصب ألدولة بعد كل هذه التضحيات الشعبية والتظاهرات والاعتصامات من اجل تحقيق بناء حكومة خبراء تكنوقراط مهنية مستقلة فهل بوثيقة شرف الرئاسات الثلاث غير الناضجة والمشوشة للرأي العام نعالج ونحل أزماتنا ونتجاوز كوارثنا المتنوعة لكن يظهر من خلال ذالك ان الكتل لا تريد مغادرة المزادات السياسية في تشكيل الحكومات وهم معطلون لفرص تشكيل أي حكومة مهنية وطنيه مستقلة تمارس مهامها تحت رقابة البرلمان ورقابتهم ورقابة المنظمات الشعبية وكل هذا يحدث اليوم تحت مرأى ومسمع بل بمشاركة سلطة تنفيذية ضعيفة مسلوبة الارادة الحقيقية نعم حكومة يرأسها رئيس مجلس وزراء مطاوع للتحديات والأزمات ينحني أمام العواصف والإحداث مسلما أمره للضغوطات والنزاعات الداخلية والخارجية والوثائق والتعهدات ووعود الشرف التي يشارك فيها ويوقع عليها هل سمعتم هناك دولة تسير بعهود ووثائق شرف ؟؟ إن الدول تحكم وتحتكم لدساتيرها وتطبق أنظمتها وقوانينها بصرامة على الجميع وبدون استثناء خاصة دولة وبلد مثل العراق تتجاذبه العواصف والرياح وفخاخ الغدر والخيانة والتأمر والفساد ومثله لا يحكم بهكذا وثائق للشرف والعهود والمواعيد ويتم تسير أمور دولته على الثقة ان هذا الواقع أصبح مدانا ولا يروق للعراقيين بعد أن نزفوا دماءهم ومالهم العام وفقدوا سيادتهم الحقيقية على وطنهم وأوضاعهم وقراراتهم وسلبت حقوقهم وهم لديهم ألقدرة والارادة والرغبة الشديدة في الإصلاح والتغيير لانتزاع حقوقهم بالدستور والدمقراطية وبالطرق التي تكفل لهم انتزاع حقوقهم والحفاظ على أمنهم القومي وسلمهم الأهلي وباراه واعية تحاكي هذا التغيير والإصلاح للامساك بمصيرهم وعدم التنازل عن حقوقهم ورغباتهم وهم يعلمون إن هذا النهج لا يكلفهم أكثر ما كلفتهم الأحداث التي مروا بها ومرت بهم وهم داعمين ومساندون لكل الخطوات ألخيرة النظيفة والشريفة لتغيير الواقع الفاسد الذي يعيشونه بكل تفاصليه.
مقالات اخرى للكاتب