Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
الأنا والنرجسية في جيلنا الجديد
الأربعاء, أيار 18, 2016
عبد الكاظم محمد حسون

 

كلنا يتذكر طفولته وكيف كانت أيام الخمسينات و الستينات وحتى السبعينات , كانت طفولة ناقصة وغير مكتملة ,طفولة متعبة كتعب الأهل الذين كانت تحيط بهم ظروف قاسية من الناحية المعيشة وصعوبة الحياة , كانت أحلامنا ونحن صغار أحلاماً بسيطة لا تتعدى الحصول على ملبس جديد او (عيدية) في العيد , متطلباتنا بسيطة لا نثقل على كاهل الأهل بالمطالب ربما نقدر ظروفهم على رغم من صغر السن , فنقوم بصنع ألعابنا بأيدينا من الطين او استخدم إطارات السيارات المستهلكة ونحن نجري خلفها نلهث متخيلين أنفسنا انا نقود سيارة التي نحلم بركوبها في ذلك الوقت لقلة عددها . او نجعل من عود القصب فرسا نمتطيه ونتسابق مع بعضنا او نشاهد فيلما سينمائياً وغيرها من الأشياء البسيطة . كانت حلوياتنا المفضلة المتوفر هي التمر وقطع الحلوى او ما نسميه (الحامض حلو او أصابع العروس ) , وعند ذهابنا إلى المدرسة وهي مدارس بسيطة شبابيكها بدون زجاج وهواء الشتاء القارس يدخل في كل مكان ونحن نرتدي أثواب (دشداشة البازة) المخططة التي اغلبها ما تقوم إدارات المدارس بتوزيعها كسوة للفقراء , كنا نحن من يسكنون المدينة محظوظين بعض الشيء نسبة لزملائنا من التلاميذ الذين يحرصون على الدوام من سكان القرى والأرياف المجاورة حيث كانوا يقطعون المسافات الطويلة التي تقدر بعض الأحيان بسبعة إلى ثمانية كيلو متراً مشيا على الإقدام حفاة لا يهابون خطورة الطريق حيث كانت الخنازير البرية منتشرة حين ذاك , ولا يحسبون للبرد والطين اي حساب يحملون كتبهم في أكياس من القماش الأسمر المعلق في أكتافهم الذي كان يحتوي إضافة إلى كتبهم قرصاً من خبز الشعير او حفنة من التمر المجفف , كانت وجوهم صفرا من قلة الزاد وسوء التغذية والإمراض المتوطنة ومنها البلهارزيا , كان وضع التلاميذ والطفولة مزرياً للأسباب التي كان تمر بها البلاد خاصة في الحكم الملكي والغريب في الأمر نسمع كثيراً من الأصوات حاليا التي تمجد هذا النظام وتقدسه وتعده نظاماً جيداً وتشتم ثورة (58 ) والتي قامت بتغييره وهذا جهل بالحقائق وتزييف للتاريخ او مجرد تعنت في الرأي , فثورة تموز قامت بنقل العراق إلى مرحلة جديدة , مرحلة ساهمت في تطور العراق على أصعدة كثيرة وفي وقت قليل قيلسي , على الرغم من ان الطفولة كانت معذبة خلال تلك السنوات لكن نرى ان فيها الإصرار والتحدي لاستكمال مسيرة التعلم والإصرار على تحقيق لاماني وتغير حياة الأهل البائسة ولكن بعض هذه الصعاب كانت من الصعوبة جعلت التلميذ يترك دراسته تحت ظروف قاهرة منها عدم وجود السكن لاستكمال المرحلة المتوسطة بعد استكمال مرحلة الابتدائية وضعف حالة الأسرة بتوفير السكن ومنها عدم وجود معيل للعائلة بعد وفاة الأب مما يجعل التلميذ يترك مقاعد الدراسة للعمل في الحقل , إلا ان الكثيرين شقوا طريقهم في مجال التعليم وحصلوا على شهادات راقية في الدراسات الإنسانية والعلمية فتخرج منهم المدرسون والمهندسون والأطباء وبرز الشعراء والفنانون وغيرها من المواهب . إضافة إلى ذلك فالكثير منهم انخرطوا في الأحزاب السياسية في ذلك الوقت على الرغم من عواقب الانضمام الخطيرة لها , وحملوا رسالة نضالية الغرض منها مقارعة الظلم والتخلف وكثير منهم دفع الثمن غالية على أيدي الحكام الجائرين فدخلوا السجون وقسم منهم تم تعذيبهم وإعدامهم , كانت تربيتهم تربية صالحة منذ الطفولة لا يملكون روح الأنا والأنانية ولا يملكون شيء يخافون علية غير المبادئ والإيثار والتضحية فكثير من الشباب في مرحلة الدراسة والتخرج والعمل تعرضوا للطرد والسجن والقتل وكانت الثقافة السائدة هي ثقافة حب الوطن والجماعة وكانت الثقافة على الرغم من عدم توفر وسائلها في النشر والتوسع , ( ليس كما هو الآن حيث متوفرة كل الوسائل ), إلا نجدها حاضرة في المجتمع حيث الشعر والقصة والمقالة والخطابة والفن الأصيل من غناء ومسرح , ان ما يحزننا اليوم هو نمو الأنانية والنرجسية بين أطفالنا فلا نجد طفلا إلا وهو يحاول ان يستملك كل شيء , يريد ان يملك الموبايل حتى وان كان سعره مليون دينار ويملك الدراجة الرياضية والنارية , وان أصبح عمره في دور المراهقة لا يمانع ان يراهن ولي أمره على امتلاك السيارة , كل شيء يريده بثمن حتى اجتيازه الامتحان الدراسي الذي يصب في مصلحة في الأخر, يتراهن مع أهله على عبوره إلا بصفقة للحصول على مكسب . لقد اخطأ الأهل كثيرا في نشر هذه الثقافة الغريبة العجيبة التي من خلالها تم قتل الطموح والأمل والعمل والمثابرة وحتى الصبر عند الأولاد , فكل شيء أصبح يوفره الأهل من سكن وزواج ومصرف إضافة إلى الاحتياجات الشخصية , حيث لا يبقى شيء للأولاد ان يعملوا على تحقيقه حيث قُتلت كل الآمال والأهداف عندهم .

وعلى الرغم من توفر كل المتطلبات الضرورية للطلبة الآن من قبل ذويهم من مأكل جيد وملبس ممتاز ونقل وسكن ورعاية صحية حيث يتوفر الجسم السليم وما ينتج عن ذلك من عقل سليم , نجد ان اغلب التلاميذ يتهربون من الدراسة ويتركون مقاعدها على الرغم من إلحاح الأهل عليهم إلا أنهم لم يبالوا في ترك الدراسة , غير مهتمين بمخاطر أفعالهم وأنهم يركضون وراء الصرعات في الملابس وقصات الشعر والتدخين الى غير ذلك من الأمور التي هي غريبة عن واقعنا عكس تلاميذ الماضي الذين شقوا طريقهم في أصعب الظروف .

ان هذه التربية أثرت على طموح الشباب وعلى طموح الأجيال وانتشرت ثقافة الأنا والنرجسية وقتلت ثقافة الإيثار وحب الوطن والمجتمع وأصبح اغلب الشباب يلهث وراء المصالح حتى وان كانت غير شرعية وليس من حقه , ولا عجب ان ترى الشخص ليس له قيم , سوى تحقيق الطموح في المال والجاه بشكل غير صحيح فتراه اليوم في هذا الحزب وغدا في ذلك اي حسب المثل العراقي المعروف ( رجل هنا ورجل هناك ) عكس رجال الأمس كان الشخص يضحي بكل شيء من اجل القيم والمبادئ ويرفض كل المغريات للتخلي عن عقيدته او حزبه الذي جاء عن طريق إيمان وقناعة للدخول فيه , وأصبح الوطن الآن يتيماً تتلاطم به الأمواج وتسيره الأهواء , فترى تناحر أبنائه وتقاتلهم وأصبح جزء منه محتل وأصبح الأخر تحت العوز والفقر , ولكن للوطن أملاً كبيراً بأبنائه النجباء ورجاله الأمجاد من يحملون الوطن في قلبهم دما ونبض خاصة من أبنائه المضحين , أبناء الجيش والشرطة والحشد الشعبي الشريف , فالمستقبل يعول عليهم.

 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.47482
Total : 101