عندما كتب القاص الراحل عبد الستار ناصر قصتهُ سيدنا الخليفة ونشرها في مجلة الموقف الأدبي بدمشق عام 1974 ، لم يدر بخلده ان اكثر من خليفة سيظهر مرة اخرى في القرن الواحد والعشرين ، وبرغم ان قصته الشهيرة والجريئة قادته الى الأعتقال لمدة عام في اقبية المخابرات العراقية في حينها ، لكنه برهن على شجاعة استثنائية بمواجهة الظلم والظالمين ، ولعل قبره المعشوشب والمزدان بالورد في حديقة كندية يشعر بالزهو من جثمان حفيد الطاطران الذي يرقد في جوفه هناك بتربة ندية تتضوع بعطر فردوسي ، يكتب القاص عبد الستار ناصر في قصته سيدنا الخليفة هذه السطور التي تتصف بالجرأة والوضوح "غير ان كل القرارات التي نفذناها، وكل الرغبات التي مشت وتسربت الى انفسنا لم تكن ابدا كالتي سمعناها الليلة، فقد قنعنا في شهور ولت برغبة مولانا في ان يقصَّ شعورنا الطويلة وضحكنا معه لما شقّ بنطلوناتنا في الشوارع العامة، بل، مددنا إليه ايدينا وهو يصبغ افخاذ بناتنا في الجامعة والأسواق وتحت نصب الحرية وبلعنا ريقنا وهو يسحب منا ضرائب العيش في الوطن اربعون فلسا على الثمن الرئيس لدخول السينما والبارات وركوب الزوارق، سبعة ايام في السجن للتدخين في رمضان او الغمز لفتاة جميلة، نصف دينار للفرح المجاني مع إيقاف العلاوات والأعراس العلنية، وقد كشرنا عن اسناننا وهو يحجز حرياتنا في الحب والسفر والشرب عند القبور." لكن الخليفة الجشع والذي اشتهر بالبطش والتهديد والوعيد اصيب بمرض " الكنكري" وبُترت ساقيّه وظل كسيحاً على كرسي متحرّك حتى دفعته المنية الى قبر اسود يزدحم بالوطاويط ، بينما واجه كاتب قصة سيدنا الخليفة الكثير من المصاعب في حياته نتيجة صراحته وشجاعته ودفن اخيرا في كندا الساحرة بناء على وصيته ، وها نحن نشهدُ بأم اعيننا خليفة آخر يرتقي المنبر في مدينة ام الرماح ، وقد انشغل العالم الأسلامي بالساعة الثمينة التي وضعها في معصمه اكثر من اصغائه الى خطبته المبطنة بالتهديد والوعيد والتي شابها الخطأ النحوي واللحن في القائه ايضا ، حتى ان احد المتابعين الى خطبتة رصد اكثر من عشرة اخطاء فقهية ارتكبها الخليفة في خطبته وخلال الصلاة ولأهميتها اضعها امامكم " في أول ظهور له صلى في مسجد فيه قبر !!! وعند السلفية ان هذا من المحرمات ، وعليه ان يعيد صلاته !! فتخيل انها الخطبة التي اعلن نفسه منها خليفة !! ، ينظّف فمه بالسواك بعد أذان الظهر ، وهذا في عرف العلماء " الشافعية والحنابلة " مكروه لأنه صائم ، والسواك مستحب للمسلم في كل الأوقات إلا بعد زوال الشمس للصائم عندهم !!،تحدث بحديثين احدهما منكر والآخر ضعيف ، والحديث " رمضان أوله رحمه وأوسطه مغفرة ... " ولم ينسبهما للنبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يقل في سندهما شيء ، وهو أمر مخالف لأهل العلم وما درجوا عليه من الإبانة وعليه أن يبين للأمة أنه أخطأ في النقل والسند وعدم النسبة وإلا يكون كاذبا على النبي عليه الصلاة والسلام، قال إن الخلافة ضُيعت منذ مئات السنين ، وهو خطأ فاحش ، وقد كانت الخلافة العثمانية قبل اقل من مائة عام ، كما ان تنصيب نفسه كخليفة سبقه اليها الكثير وآخرهم على ما أعلم " سفيه في غزة احتل مسجدا " كذلك ذهب لها حزب التحرير والملا محمد عمر بأفغانستان وأبو القعقاع السوري ومبتدعة من الصوفية كذلك " الولي الفقيه " الخميني ذهب لشيء قريب الخ،قال في تنصيب نفسه " أطيعوني وإذا أخطأ فانصحوني " ولم يقل فقوموني كما هو المعتاد ، ولذلك كان يقصد ان باب النصح مفتوح فقط !! ولا يجوز الخروج عليه وتقويمه بالسيف كما أشيع عن السلف القول " قومناك بالسيف "، قالوا إنه مجاز بالسند في قراءة القرآن الكريم ، وبحسب علمي المتواضع فإن مستواه في القراءة أقل من مستوى الإجازة ، مع ذلك هو في مستوى العراقيين " جيد جدا " من ناحية أحكام التلاوة ودون مستوى الإجازة التي توجب أن يكون ممتازا،لا اعرف ان المساجد في عموم العراق يدخل السلاح في داخلها بل يكون خارجها ، وإن كان ولا بد فيكون مخفيا للحماية ، وقد كان من حوله مدججون بالسلاح وحين نزل المنبر التف حوله العشرات ومنعوه عن الناس ، وكانت الأسلحة حوله ، وبغض النظر عن موافقة الأمر شرعيا ، لكنها بدعة مجتمعية لا تعرفها مساجد بغداد والموصل، ثم يختتم حديثه الأخ الفطين حقا عامر الكبيسي قائلا :نتائج عامة أنه قليل العلم الشرعي ، وأنه رجل أمن متوسط الكفاءة ، وأنه خطيب لا يزيد عن خطباء بغداد في الصنعة ، وأنه حادث على مذهب السلف طارئ عليه ، وأفضل ما فيه فريقه الإعلامي ." لكن معمعة الخلافة لن تنته عند هذا الحد ، فهناك في قلب مدينة كربلاء المقدسة ظهر بعد دخول الأمريكان خليفة مسلمين يهوى الرياضة الى جنب احكامه الفقهية المريبة ، واظهرت الصور التي التقطت اليه وهو يلعب كرة الطائرة في ساحة امام منزله بعد ان اغلق جميع المنافذ بوجه اهل الحي الذي يسكنه ، وفي صورة اخرى يظهر براعته في اخماد كرة القدم ، هذا الخليفة منذ سنوات وهو يصرّح علنا عن اختلافه الفقهي مع المرجعية الدينية ، والحكومة المحلية في كربلاء لم تحرّك ساكناً ، وحين تعرضّت ابنة الخليفة الى توبيخ من قبل معلمتها في المدرسة ، فأقام اتباعه الدنيا وهددوا تلك المعلمة المسكينة بالتصفية الجسدية ، حتى تقدمت مديرية التربية في المحافظة بأعتذار رسمي للخليفة نشرته مواقع الكترونية عديدة في حينها ، مثلما اظهرت صورا لمسؤولين عسكرين كبار يقدمون البيعة للخليفة الذي احال حي سيف سعد الذي يسكنه الى مثابة عسكرية ، وفجأة هبّت قوات حكومية ودمرت منزله وقتلت الكثير من اتباعه نتيجة اعتراضه على فتوى الجهاد الكفائي كما سمعنا ، وسمعنا ايضا بسبب اطماعه للإستيلاء على واردات العتبتين المقدستين ، صحيح ان مقره الديني "الرياضي" دمّر بالكامل مع معمل التفخيخ الذي وجد فيه ،والناس صارت تمشي بالشارع الذي كان يقطنه بحرية ودون خوف ، لكن السؤال المحيّر الذي يطرحه الجميع على اسماع الحكومة ، ان الخليفة اختفى بظروف غامضة ولم تتمكن القوات المهاجمة من القبض عليه ، وسيظهر في مكان آخر عمّا قريب ، مثلما ظهر خليفة مدينة ام الرماح دون ارتباك على منبر الجامع ، والذي تعهد اخيرا بهدم الكعبة لأن المسلم لا يصح ان يعبد الحجر ، والدواعش تستعد لقادسية ثالثة والساتر الله .
مقالات اخرى للكاتب