ألا ذهبتْ أمانينا وغابتْ
وما تركتْ لنا أملا فخابتْ
أ كنّا مثل أطيار ابْتهاجٍ
تصدّحُ لحْنها يوما فتابتْ
وكنّا نزدهي شعرا وفكرا
ونسقيها برائعةٍ تباهتْ
شبابٌ في مَرابعها تجلى
بأنوارٍ لساطعةٍ أنارتْ
فكانَ العشقُ مَزهوا بعِشقٍ
وأشواقٍ بأفئدةٍ تلاقتْ
وكنّا في بلادٍ ذاتِ عِزٍّ
موحّدةٍ بأطيافٍ تآختْ
صديقي لا نُلامُ إذا افْترقنا
فكمْ أزِفَتْ بويْلاتٍ وصالتْ
سَمِعْتُ خطابها والروح حَيْرى
وأوجاعٍ كنيرانٍ تعالتْ
فقلتُ لها أ لسْنا من بلادٍ
تُجمِّعُنا بأحضانٍ تفانتْ
فقالتْ قد ألِسْنا منْ عَداءٍ
فما وَسِعتْ مواطنها وضاقتْ
فصارَ الجذبُ عنوانَ اضْطرابٍ
وكلّ غريبةٍ عَصفتْ وسادتْ
نفورُ الذاتِ مِنْ ذاتِ اتْحادٍ
يُداهمنا كعاصفةٍ تداهتْ
وعيتُ نداءَها يومَ احْتراقٍ
فأعْلمني بمأساةٍ تدانتْ
وأخبرني بأجّاجٍ شديدٍ
ومَجّاجٍ وما بَصرتْ فغاضَتْ
ويومُ الجَهر عن خَطبٍ أتانا
أصابتنا أوافيها وزادتْ
زهورٌ كمْ مَنحناها رحيقا
فجفّ قِوامها أو قد تجافتْ
أ تذكرُ أنّنا كنّا وكنّا
بنا دارتْ كما شاءتْ فكادتْ
فربّ جَميلةٍ وَلدَتْ قبيحا
وربّ قبيحةٍ فينا تواصتْ
وزاهرُ عن تراب الكوتِ ينأى
لأن الروح عن روحٍ تناءتْ
د-صادق السامرائي
*مهداة إلى زميل ما رأيته منذ أن تخرجنا من كلية الطب!!
كنا نجلس في نادي الكلية فنبدأ حواراتنا الأدبية والشعرية والفكرية , وعندما
يحتدم التفاعل كان يقول لي:
"بودي أن ألتقيك عشرة سنوات بعد تخرجنا لأرى كيف ستفكر"
وما التقينا , لكنه بعث برسالة هاتفية قبل بضعة أشهر يسأل عني
فكانت هذه الكلمات.