اذا كنا قد حللنا اسباب سقوط نينوى والموصل وتكريت واوعزنا ذلك للمؤامرة والاهمال , فهل هذا التحليل ينطبق على امريكا وحلفائها ؟ اذ انها على مايبدو تفاجأت بحجم داعش ومايمتلكه من سلاح وما يمتلك من نوايا لاحتلال دول عربية وزعزت انظمة غربية ؟ اذا كان العراق يعيش في حالة فوضى وفساد وقتل وتهجير وصراع طائفي واثني لم يستطيع محاربة داعش بالاضافة الى ذلك انه لايملك التقنية العسكرية التي تمتلكها الدول المتقدمة , ولكن ماحجة الدول الكبرى
مؤتمر باريس على مايبدو جاء وكأن أمرَ مفاجأً قد حدث , يطالب بوقفة اممية لشن حرب على تنظيم داعش , هذا الموقف الاممي رغم اهميته الا انه محير فعلا , اذ ان الجميع يعلم ان داعش ولد من رحم القاعدة , داعش كان يقتل ويقطع الرؤوس ويسرق النفط في سوريا , وأرادت امريكا مساندته من اجل اسقاط نظام بشار الاسد لولا وقوف روسيا والصين وايران بوجه الولايات المتحدة الامريكية , داعش يسرح ويمرح مابين تركيا وسوريا والعراق وكانت امريكا تتفرج وتنتظر النتائج , حتى حين دخل داعش الموصل وتكريت وبعض المدن في ديالى وهددت بغداد لم تفعل شيء , ولكنها تدخلت حين بات داعش يهدد امن كردستان العراق
هل عجزت اجهزت المخابرات الدول الغربية عن تقديم المعلومات المفصلة عن تحركات داعش , بكل ماتملكه هذه الدول من الاقمار الصناعية والقواعد العسكرية المنتشرة بكل بقاع العالم وعملائها المنتشرين والمتواجدين في كل جحر موجود في الارض والطيران الحربي وطائرات بدون طيار , هل كل هذه لم تستطيع ان تعرف حجم داعش ونواياه ؟
وماقصة رغبة اسرائيل بالمشاركة في هذه الحملة العسكرية التي تريد طرد داعش من سوريا والعراق ؟ متى كانت اسرائيل تريد مصلحة سوريا والعراق, واذاكانت السعودية وقطر ترعيان الارهاب وداعمتان لداعش ماقصة مشاركتهما بالمعركة المقبلة مع داعش , هل بدأ جزء جديد من مسلسل تفتيت العرق وسوريا
السؤال الاهم والاخطر من كل هذا , هو كيف وصل بنا الحال بحيث اصبحنا في اتون حرب طائفية ولانملك جيش ولا سلاح جوي ولاطيارين حربين وحكومة بلا وزارات امنية واحزاب مشغولة بالوزارات التي تبيض ذهباً , ومحافظات محتلة وشعب منكوب بالتفجيرات ومجزرة سبايكر وبادوش وسبايا, ومهجرين يفترشون الارض , وضع كارثي, بحيث اليوم تدافع عنا امريكا واسرائيل وقطر ؟