من البديهي ان اي مطار في العالم يجب ان يكون نظيفا ومنظما وخاليا من اي شبهة غير اخلاقية اوغير قانونية،لانه يعكس مدى اهمية البلد ومدى درجة تحضره،وتطور شعبه وتطور نظامه السياسي اما مطار البصرة الواقع في المكان الكئيب من جهة طرف الصحراء الغربية لمحافظة البصرة.والذي يبعد عن مركزها 20 كم قد انشأ في ستينيات القرن الماضي وسط ارض جرداء.واهمل المطار دون ان يسورمحيطه بحزام اخضر ضروري من النباتات والاشجار المقاومة لمناخ العراق القاسي، كي تكون وظيفتها الاساسية تعمل كمصدات طبيعية تخفف من الغبار والتراب وتخفف ايضىا من شدة الحرارة، واضف الى ذلك انها ستضيف للمكان جمالا وطبيعة حيوية خضراء رائعة كالفردوس،لكن ترك هكذا بسبب تدني الاحساس بالمسؤولية وتفاقم الكسل والعجز المعروف عن العراقي الذي تحول الى شخصية لاتخجل من سلبيتها المزمنة وتواطئها مع الكثيرة من الانحرافات مثلا كالغش والكذب والتحايل في الحياة وعلى الحياة وهذا لايليق بمجتمع يدعي ان له قيم واخلاق، ومبادئ،وقادة دينيين، واوصياء معتبرين،ومقدسين، كلهم يشجعون على عمل الخير لاعلى عمل الشر، لان عمل الخير يدخل من ضمن شروط التدين الصحيح والاسلام الصحيح بينما تدين اكثرية الشيعة الان هو تدين مزيف بحيث لا ينهي عن التصرفات اللااخلاقية وخصوصا تدين مابعد 2003 الذي تسبب بسرقة وتخريب واهمال كل شيء في العراق و البصرة ومطارها مثالا لا حصرا كما هو عليه المطار الان ، من حالة سيئة تؤكد على ان مدير المطار لم يؤد واجبه كما يجب والذين معه ايضا لم يؤدوا واجبهم ولا عذر لهم لانهم تحولوا الى مجموعة لا تحرص على المصلحة العامة،بل الى حد التواطؤ ضدها على اية حال ربما سيقول البعض لماذا الكاتب مهتم اهتماما زائدا بالمطار دون غيره فبالتاكيد ان الامر ليس بهذا الاعتقاد الروتيني اي انني ساسجل كل المشاهدات التي شاهدتها وصادفتها في اي مكان في البصرة بعيداعن اي مجاملة او مداهنة لانني شاهدت اشياء من الصعوبة بمكان اخفاءها، ولماذا اخفيها ولمصلحة من !!؟واولها في المطار ولهذا انا لازلت اسجل عن المطار لاعتقادي ان المطار يمثل واجهة البلد التي يجب الاعتناء بها كي لاينكشف امر البلد ويحكم عليه بحكم يشوه سمعته ولو ان العراق اصبح من الصعب ان تخفي خرابه وتخلفه الشنيع ولهذا ركزت في بدايت مشاهداتي على المطار واظهار سلبياته رغم بنايتة الجميلة والانيقة من الداخل والخارج وهي تتمتع بمواصفات فن العمارة الحديث،ولكن جغرافية المكان كما بينا سابقا سيئة جدا لانها متروكة على طبيعتها القاسية وقد اثرت عليه بشكل واضح وصريح بحيث تسبب للزائراو السائح الصدمة الحضارية بسبب الاهمال المتعمد من قبل المشرفين على تسير شؤون المطار واستخفافهم العلني بشعبهم وبلدهم . ولهذا ليس مستغربا ان لايجد الزائر مثلا العناية الجيدة ولا الادارة النزيهة ولا حتى الخدمات الاعتيادية التي يجب ان تتوفر كحد ادنى في اي مطار بالعالم مثلا ماء الغسل والخ من الاشياء الاخرى ولكن فوجئنا بما رايناه من نقص تقريبا في كل شيء وفي مقدمة هذه الاشياء هو عطل جهاز السونار والذي يعتبر اهم جهاز في المطار لانه يؤمن البلد من اي شيء قد يضر بمصلحته وظاهرة تعطيل وتخريب الاجهزة في العراق هي من الاستراتيجيات المهمة لعراق الفوضى وعراق السراق الجدد،و هناك غاية اخرى مضمرة في ادامة تعطيل الاجهزة وهذه الغاية ربما معروفة ومكشوفة ولانريد ان نستقطع من وقت الكتابة لذكرها بالتفصيل الممل او كشفها لانها مشهورة عند الجميع وهي ان اكثرية المسؤولين العراقيين لايترددون في انتهاز الفرص الغير الشرعية لصالحهم واذا كان يتوفر بينهم من الجيدين فهم بكل تاكيد اقلية مهمشة لا تؤثر بمسيرة الانتهازيين،والجيدين،لسنا متاكدين هم فعلا سيبقون مواظبون على انهم جيدون الى النهاية.بمعنى لم ينهاروا بالقريب العاجل او مستقبلا امام مغريات الحياة لان الفاسدين يسعون باستمرارالى توريط الكل بالفساد كي يطمئنوا على انفسهم بعد تكبير ومضاعفت اعداد الفاسدين كي يموهوا ويضيعوا بينهم وهنا والان يحضرني المثل البصري الذي يلخص مثل هذه الحالة وهو( قد ضاع الابتر بين قطيع البتر) ولو اخذنا مثالا لاثبات حالة معينة توضح الفساد فاننا سنجد (المرافق الصحية) في المطار بحالة مهينة ومثيرة للقرف لما تعانيه من الاوساخ المتراكمة والغبار الكثيف على الجدران،وانا لا اعرف كيف سيكون تبرير المسؤول ازاء خيانته الفادحة وكيف لاتصيبه وخزة ضميرعلى سمعته و سمعت بلده،؟والنقد موجه ايضا الى عمال النظافة المقصرين في واجبهم اليس هم من المسلمين المؤمنين بالاسلام وتعاليمه واوامره ونواهيه!؟ ام الامرلا يتجاوز التقاليد والاعراف الاجتماعية التي لا تلزم المجتمع او الفرد بضرورة التقيد بها و فيها ولكن للاسف ربما ان اغلبية العراقيين قد فقدوا الاحساس بالمسؤولية الوطنية وكانهم يتعاملون مع العراق كفريسة يجب تقطيع اوصالها ليسهل نتفها ونهشها دون ان يفكروا بمستقبل الاجيال التي تليهم لكي يوفرلها حياة كريمة،ولكن الانانية الكريهة هي التي تقودهم وتحركهم بطريقة خاطئة بحيث كشفت كل عوراتهم المرضية ومن اهمها اضطراباتهم الذهنية والنفسية الواضحة لكنهم لايشعرون بها لانهم يوهمون انفسهم بممارسة طقوس التدين وهم بالحقيقة يمارسون التملق النفعي ظنا منهم انهم يعبدون الله بافضل حالات التعبد، وبالتالي قد حققوا وكسبوا رضاه ومن ثم لايعني ولايهم اذا تخاذلوا اوتلكئوا او كذبوا في تصرفاتهم لان الله قد اصبح مضمونا وكأن لسان حالهم يقول فلا خوف علينا بعد اليوم لاننا قد احرزنا المغفرة لنا وبالتالي كل شيء مباح ومتاح في هذا البلد،وهم كذلك اي انهم لايؤمنون بشيء اسمه بلد ولهذا لايعنيهم اذا تدهورت اوضاعه وانا اتصور ان عراق مابعد 2003 هوعراق التسيب والفوضى والعبث وكل هذا حدث كنتيجة مباشرة من جراء الحكومات اللاوطنية الفاسدة التي سرقت ثروات الوطن،الا اذا استثنينا فترة النظام الملكي كمقارنة مع ما قدم من بناء وتعمير وتخطيط للمدن حتى جعل من البصرة واحدة من اهم مدن الشرق بالرغم من راينا في النظام الملكي اللاايجابي. ولكن يجب ان تقال الحقيقة دون تردد كي لا نساويه مع الانظمة التي جاءت في مابعد كنظام القوميين السيئين ونظام العبث لا البعث لان كلمة بعث تعني الاحياء والتجديد،بينما خراب العراق ودماره كافي كدليل لادانة نظامهم المسخ نظام البعث الذي هو من اسوء واقبح الانظمة التي حكمت العراق، بينما نظام الزعيم عبد الكريم قاسم قد كان نظاما وطنيا جاء من اجل العراق وللعراق حتى ان الكثير من قوى الشر والتامر اضطربت وخافت من بقاء نظامه واستمراره فقررت من فورها و بكل وقاحة معاداته واثارة المشاكل حوله وتحريض المرتزقة والمخربين والقتلة ودفعهم لممارسة حملة اغتيالات وقد كانت المحاولة الاولى هي استهداف الزعيم والقضاء عليه مستغلين بساطة اجراءات الحماية وضعف وقلة عدد افراد حمايته حتى حددوا مسرح الجريمة لمعرفتهم المسبقة بحركة موكبه ومروره اليومي من خلال شارع الرشيد والقصة معروفة اعتقد للمتابعين الى الشأن العراقي.ومع كل المحاولات لقتل الزعيم الخالد الا انه لم يتوقف عن متابعة تقديم اهم المشاريع واهمها التي كانت من نصيب الفقراء كالسكن وتحسين ظروف ومعيشتهم و حياتهم بعد ماكانوا منبوذين ومهمشين. والان سنكتفي بهذه المشاهدات وسنواصل المشاهدات الاخرى لاحقا.
مقالات اخرى للكاتب