سلامٌ مِنْ ربى تلك الليالي
يُذكرنا بواهبةِ الْجمالِ
ويأخذنا لأيّامٍ تباهتْ
بجوهرةٍ مِنَ العُصُر الخوالي
ويَمنَحُنا إراداتَ انْطلاقٍ
إلى أفقٍ بناصيَةِ المَعالي
ويَجْمعنا على أملٍ مُنيرٍ
ويَرسِمُنا بألوانِ السؤال
بسامراء يا عُمُرُ ابْتدأنا
كأنا مِنْ أعاجيبِ الخيالِ
وطُفنا في مَرابعها فكنا
على وهجٍ كأنوارالهلال
ليالٍ ذاتِ أنغامٍ وسحرٍ
وأفكارٍ مُكللةِ النوال
قضيْناها كنِبراس اتْقادٍ
وما عرفت بخاتِمة المآل
عِصاميونَ من نُسُلِ ارْتقاءٍ
نواجهُها كفرسانِ الصَوال
تفرّقتِ الهُموم وما افْترقنا
وعُدنا نحو حاديةِ اعْتدال
بأشعارٍ ومَنحوتٍ ورسمٍ
ومُبْدِعُها أكاليلُ اقتبال
ومَسبوكٍ بأحْمدها تباهى
بأشكالٍ من الطيفِ المُهال
هنا التأريخُ من روح ابْتصارٍ
يُعالجها بواعيةِ الجَلال
هنا عُصُرٌ تراءتْ في عَطاءٍ
مزيّنةٌ بأنغامِ ابْتهال
مقاماتٌ إلى الأعْماق تصْبو
تبوحُ بشجوها مِنْ ذاتِ حالِ
نردّدها بحُنجرةِ انْتماءٍ
إلى روحٍ بجوْهَرةِ الكمال
يُجيبُ عذيبُها شمّاء فيْضٍ
تناجينا بساميةِ الرسال
ونعلو فوق (جاوَنِها) ونشدو
كأطيارٍ على مُرُجٍ الجبال
رياضٌ باسمٌ والليلُ يَصحو
وصادقها ومحمود الخِصال
نُفاعلها بإبداعٍ وعزمٍ
ونُسقيها بسُلافِ الزلال
ودارتْها بنا الأيامُ سَكرى
بهيْجاءٍ وقاسيةِ النزالِ
تناءتْ أرْضنا والروح فيها
وما خبأتْ مُراداتُ الرجال
حضارةُ مَوطنٍ مِرآةُ فكرٍ
وأعماقٍ مُكنّزةَ المِثالِ
فأهلا أحمدٌ والجذرُ أصلٌ
عراق وجودنا إعراق آلِ
فهيّا نحو مشروعٍ بديعٍ
يَسرّ مدينةً سطعتْ بعالِ
تحياتٌ وأشواقٌ ووعدٌ
بأن جهودنا تسعى لغالِ
وإنْ عَزمَتْ نفوسٌ ذاتُ صِدقٍ
تحققَ شأوها رغمَ الغوال!!
بَهاءُ الفن نرشفهُ نبيذا
فتثملُ روحُنا من غيرِ ذال!!
*مهداة إلى الفنان المبدع الأصيل صديق الصبا الأستاذ أحمد خليل العزوز