لنقلبَ صَفْحةً فيها اخْتلفنا
ونبدأ صفحةً أخرى بأنّا؟
جوامعُ سَعْينا كثرتْ ولكنْ
نعاجلها بما سَلفتْ وكنّا
وإنّ الماضياتَ بلا رجوعٍ
وماضيُنا على عُصُرٍ تجنّى
تخندّقتِ الجموعُ وما اسْتطاعتْ
تحرر نفسها ومَضتْ تُعنّى
وما نالتْ سوى وَجعٍ وقهرٍ
وقد وَردتْ أساجيرا وظنّا
هيَ الأيامُ دائرة ابْتداءٍ
تبدَّلها بتجديدٍ يُكنّى
وصاعدةٍ إلى العلياءِ تاقتْ
يولّعُ ذاتها قلبٌ تمنّى
فترنو نحوَ آفاقِ امْتلاكٍ
لخافيةٍ وظاهرها مُثنّى
حياة الناس جوهرها ترابٌ
وقد نطقتْ بما فيها وعنّا
بوحدةِ أصْلنا نسعى حَيارى
تعدّدَ واحدٌ والكلّ مِنّا
فربّ مَسيرةٍ فقدتْ هُداها
ومِنْ غَفَلٍ بفحْواها ارْتَهنّا
صِراعُ وجودنا وهمُ ابْتلاءٍ
يقيّدنا بآكلةٍ لنفنى