يروى ان قرويا ذهب بفرسه الى حداد الخيول في المدينة ليضع لها نعلا حول حافرها ولما جاءه الدور سلمه الفرس وبدء ينظر للحداد وهو يغرس المسامير الطويلة في حافرها وهي صابرة لاتتحرك او تتململ حتى اكمل العامل وضع النعال في حوافرها الاربعة واعادها له فما كان من القروي صاحب الفرس الا تنحيتها جانبا واطلق عدة رصاصات من مسدسه على جبينها وارداها ميتة وسط استغراب الحداد الذي سأله عن السبب فرد القروي ( اذا مابيها غيره على نفسها وماتحركت وانته تغرز برجليها المسامير تتصور بيه غيره عليه وتخلصني من خطر اذا توازيت يوم واني على ظهرها لا يابه لا صالح الله المابيه غيره على نفسه مابيه غيره على الناس ) ومع اني سأجد الكثير من القراء يستهجن عمل القروي ويصفه بالتخلف وعدم الفهم والقسوة والوحشية في حين ينعت نفسه بالمثقف والواعي والمتحضر والانساني وغيرها من الطنانات الكبرى وربما يخبرنا ان ديننا الحنيف نهى عن قتل الحيوان وقد ترتفع مناسيب عصبيته ولايسمح لاحد بمحاورته والرد عليه ويصدر حكمه لو كان الامر له في لحظة وقوع الحادثة بإلحاق القروي بفرسه وباطلاقات من نفس المسدس , لكن ماذا لو انتظرنا هذا المثقف الانساني حتى يهدأ وتبرد اعصابه وسألناه : هل تثق بشخص ذو رأس خالي من الغيرة وتسلمه مصيرك او تضع مقدراتك بين يديه ؟ وايهما افضل تركه حيا او قتله مثل فرس ذلك القروي؟ ) ربما يجيب برفض قتله وتركه حيا لكن لايضع مصيره بين يديه ويرى ذلك منطقيا ولايحمل ضررا في حين يكذب الواقع ذلك والدليل اننا عرفنا زعامات رؤوسها خاوية لاغيرة فيها علينا او على الدين والمذهب والطائفة والوطن كما يزعمون وجربناها باكثر من موقف ودورة انتخابية وبدلا من ان نتخذ قرارا جريئا مثل ذلك القروي ونفرغ رصاصاتنا في جباههم وضعنا مصائرنا ومقدراتنا بين ايديهم وبما انهم فاقدين لغيرتهم لم يتحرك في رؤوسهم شيئا وهم يرون اشلائنا تقطع في كل حدب وصوب من عراق تحول الى حوت لا يكفيه مليون يونس من الوسط والجنوب ولا تحرك نواعي الثاكلات على المغدورين في بادوش وسبايكر والتاجي وابو غريب والفلوجة وديالى والعظيم وامرلي وتكريت وبلد والدجيل وبغداد والحلة وكربلاء والمشاهده والطارميه وسلمان باك واللطيفية وجرف الصخر والرمادي وغيرها شيئا في رؤوس من وضعنا مصائرنا بين ايديهم ونحن نعرف ان لا غيرة لهم ولا يشفيهم من دائهم هذا الا رصاصات ذلك القروي ومالم نحتذي به ونعاملهم كما عامل فرسه سيستمر نزفنا وقرابيننا ويتحول لطمنا على مصيبة كربلاء الى الخانة الخلفية بعد ان ننشغل باللطم على مصيبتنا في تسليم مصيرنا لأناس لاغيرة في رؤوسهم .
مقالات اخرى للكاتب