دار الحديث كالمعتاد بيننا حول مايحدث الان , إتسعت دائرته بعد ن أدلى كل بما لديه , (داعش) نقطة الانطلاق فقد اصبح هذا اللقيط الدخيل على حياتنا المُتعبه العامل الاكثر إرهاقا ودمويه , والاخطر على مستقبل اجيالنا , لكن رغم كل ماجاء به ظهور (داعش) من ويلات , فقد رافق هذا الظهور المرفوض بكل المقاييس حسنات : أولها عودة اللحمه العراقيه بقدر يبعث على التفاؤل لكنه ليس بمستوى الطموح , وثانيها المؤازره الدوليه للعراق في مواجهة هذا الخطر هو أمر ينبغي استثماره لصالحنا من كل الجوانب , وثالثها تشكيل حكومه جديده تحظى ظاهرا بدعم جميع الفرقاء ولو على سبيل المجامله كما صرح احد المتحاورين , إنتقل بنا الاخر الى الموقف التركي غير الواضح حسب رايه , والمضغوط بالرهائن ال50 والمصالح التركيه المتحققه من بيع النفط من الابار التي تقع تحت سيطرة (الخليفه) والذي يباع لها خارج الضوابط الدوليه وباسعار زهيده , فقد بلغت المبيعات اليوميه من النفط الخام (لمولانا الخليفه) ماقيمته 1-2 مليون دولار يوميا وباسعار تشبه تنزيلات محلات بيع الملابس لمخزونها الذي تجاوزته الموضه (ويابلاش) , عتب احدنا على عدم إشراك إيران في الجهد الدولي , وأجابه الاخر ان أمريكا ترفض اشراك إيران رغم المرونه التي ابدتها بعض أطراف التحالف من الدول الغربيه والاسباب- حسب رأيه- تتعلق بالملف النووي الايراني , أثيرت ايضا قضية سوريا وعداء الغرب للنظام السوري ومايبذلونه من جهد لاسقاطه , وهاهم يدعمونه من خلال مقاتلتهم لعدوه الاول (داعش) ومخارج الغرب وتبريراته لهذه الازدواجيه بانهم يقاتلون داعش ويدربون المعارضه السوريه المعتدله لاسقاط النظام لاحقا وفقا لجدول اولويات مواجهة اخطار الشرق الاوسط , بل ان هناك مسعى لاقناع الاسد بالتنحي عن السلطه بعد تحييد العلويين وضمان سيطرتهم على إدارة جزء من الدوله ذات الاغلبيه (السنيه) , أفاد أحد المتحدثين بخبر قاله بمزيج من العتب والسخريه : إن هيئة علماء المسلمين السعوديه قد أصدرت فتوى بتحريم الالتحاق بداعش بأعتباره تنظيم إرهابي .
دارت هذه الاحاديث بين 5 من الاصدقاء الذين أدمنوا السياسه وكان( ابو مصطفى ) سادس القوم قد إختار الصمت والاصغاء كعادته , لم يدم صمت الرجل , فقد كسره بسؤال وجهه للجميع بلهجتنا الشعبيه المحببه وبنبرة أثارت إنتباه الجميع : (وإحنه وين ؟ ...) , وبعد برهة من الصمت أجابه (أبو هاله): نحن في قلب الحدث
-كيف ؟
-ألسنا البلد الاكثر تضررا من هذا التنظيم ؟ ألم يأت التحالف الدولي من أجل دعم العراق ؟ هذه كلها دلالات على اننا في قلب الحدث فعلا
-لم أنتظر من سؤالي هذا الجواب الذي نعرفه جميعا , بل كنت أقصد ماهو موقفنا كحكومه وشعب من خطر نحن أول ضحاياه ؟
-لقد أعلن رئيس الوزراء إنه مع توجيه ضربات جويه مُركزه وهو يرفض وجود قوات اجنبيه وسنعتمد على الجيش العراقي بما فيه ابطال البيشمركه وقوانا الامنيه والحشد الشعبي لتطهير أرضنا واستعادتها وإعادة المُهجرين.
-أنا لا أشك بقدرات كل العراقيين من القوات المسلحه وغيرها , لاسيما حين يكون الوطن هو أرضية إنطلاقنا وليس المكون , وقد جاء في أحاديثكم إن من بين (حسنات) الوضع الحالي هو ظهور موقف وطني موحد , واشد على يد رئيس الوزراء برهانه على قدرات العراقيين على إستعادت ما أغتصب من أرضهم , ولكن هل أكمل بناء بيته ؟ أقصد كابينته الوزاريه لاسيما وزاراتي الدفاع والداخليه وهما الاهم الان على ضوء مايحدث ؟ أم انهما سيُداران بالوكاله أيضا؟
-لقد طرح أسماء على المجلس النيابي ولم يحصل توافق على ذلك .
-مادام التوافق هو المخرج الوحيد فأن بعض الرمال مازالت تتحرك , ولو كنا قد تجاوزنا الطائفية فعلا لاصبح الجميع مع تسمية الوزراء الأمنيين , فليس معقولا ان العالم يقاتل داعش فوق ارضنا ونحن نقاتل بدون رؤوس مسؤوله عن تنسيق الجهود وتوحيد الخطط ورسم الاهداف , وبدون وزراء للدفاع والداخليه سيكون ثمة فراغ كبير . وهذا إمتحان جاد لوطنية مجلسنا النيابي , فهل نأمل خيرا ؟
-لعل قادم الايام القريبه سيحمل جوابا بالايجاب على سؤالك وإلا فالموضوع لن يخلو من مخاطر.
مقالات اخرى للكاتب