حادثة ينقلها التاريخ لنا في عهد أمير المؤمنين علي عليه السلام عندما كان جالسا مع
اصحابه أذ مر بهما رجل يرتدي درعه ويتمشدق بسيفه واضعا كل اسلحته على عاتقه ويسير
الهوينا فالتفت اليه امير المؤمنين قائلا رحم الله هذا الرجل كف شره الناس فاستغربوا من قوله
وقال لهم لان الناس تخافه فلا احد يمر بطريقه , و قوله( ماغزوا قوما في عقر دارهم الا ذلوا )
ويقول الشاعر
. فلسنا على الأعقاب تدمى كلومنا // ولكن على أقدامنا تقطر الدّما
وقالوا (السيف أهول ما يُرى مسلولا)
ان الدفاع ضعف والهجوم قوة اذا كانت في محلها بعيدة عن انتهاك الحرمات واذى
الناس و الشجر والشيخ الكبير والاطفال والنساء والمرضى , لانها ضرورة حتمية لردع المعتدي وحماية المجتمع من عبث العابثين , وبلدنا منذ سقوط النظام ودخول المحتل ابوابه مشرعة
لارقيب يحاسب ولاوطني يمنع ولا ذو جاه يتدخل لذلك دخول الكثير من الاشرارلحضنه ومعرفة بواطن اسراره ونقاط ضعفه ومواقع قوته سهل عليهم حياكة التآمر وايقاظ الفتن لتدمير الممتلكات واختراق المواقع وهدم البنى التحتية بمعاول حقدهم , والدولة تتحلى بالعفو عنهم واعطاءهم الفرص ليرتدعوا عن غيهم واذى مجتمعهم ونبذ عنفهم لبدأ صفحة جديدة في تعاملهم واعادة النظر بتصرفاتهم للمحافظةعلى بناء الدولة واحترام حقوق الاخرين ولم الشمل وشل الايدي الضاربه بالحق و عفى الله عما سلف , وقد قالوا(الإفراط في التواضع يجلب المذلة) . الاان العدو تفنن باساليبه وتمرد بافعاله وازداد في اجرامه واوغل في عنفه وتجاوز بفعله باختراق بعض مؤسسات الدولة ومن زوايا عديدة
مرة بالتخريب الاقتصادي واخرى بالفساد المالي وافتعال التناحر السياسي ليصبح تحديا واضحا لكيان الدولة وشل حركتها واشاعة الفوضى
في نسيجها ولهم الخيرة باختيار الزمان والمكان وتحديد الهدف واختراق الاجهزة الامنية لينالوا مبتغاهم ويحققوا اهدافهم بضربات موجعة
سريعة وخاطفة تربك الواقع وتحيله لركام وهي مستمرة وبتوقيتات مختلفة واساليب دنيئة .
ان هذه الاعمال لاتسقط دولة ولاتهد بنيانها ولكنها تخلق حالة من الذعر وفقدان التوازن وتشكك بعناصر قوتها وفعل ردها , فاصبح
من العسير على اجهزة الدولة معرفة تفكيرهم ومسالك خطرهم لتعددها واختلاف نوعيتها وقوة دعمها من دول لاحصر لها بقيادة مافيات قوية تحركها الاحقاد وتسيرها الاطماع على ما يجري من عملية تحول لحياة افضل في البلد من تغيير وتطور لمفاهيم الديمقراطية وحكم
الشعب اننا تحملنا الكثير من الاذى ونزيف دم لايوقف لابرياء لاذنب لهم على مدى السنوات الماضية وكنا نأمل في بصيص ضؤ
لنهايتها و الحد منها وايقافها , ولاننكر ان قواتنا الامنية حققت بعض من واجباتها الملقاة على عاتقها بشيء محدود يكاد سنا برقه لايظهر
امام غيوم الاعداء وهجماتهم المتكرره بمسمياتها العديدة ,وانها ستنتهي بعد خروج الاحتلال من العراق الا ان ضؤه افل وانعدم بتعاظم
جرائمهم وقوة ضرباتهم واذى جروحهم , والسجون مملؤة باجسادهم والمدافعين عنهم في ازدياد مع الجاني ضد الضحية , أن الصب الذي
تتحمله الدولة امام هذه الاصوات جعلها تقف عاجزة بين حماية شعبها ودفاع الاخرين عن العدو اتعب المواطن وانهى فعله , مما حدى
بالدولة أن تضع حدا لصبرها وطاقت تحملهابالاجهاض على حواضن الارهاب والانقضاض عليهم وتفكيك خلاياهم والاستيلاءعلى
ذخائرهم ومعداتهم بضربات استباقية اذهلت العقول بما حققته من اهداف اقضت مضاجع
نومهم وتهديم عروشهم وحرق عرينهم متوافقة بماقاموا به من تهريب رؤوس الشرفي بعض المعتقلات في بلدان عديدة ومنها العراق, الا ان قواتنا المسلحة بكافة صنوفها افرحت القلب واسرت المشاعر واثلجت الصدر بهجومها الواسع والكبيرعلى اوكار الشرالقابعين فيها منذ 1/8/2013 في زوايا بلدي العديدة من فراتها الاوسط لقوات الجزيرة ودجلة وسامراءوالصحراء الغربية بعمليات ثار الشهداء ولوانها
متأخرة بعض الشيء للاسباب آنفة الذكر الا انها في صميم العمل لتنضج ثمارها وتحقق اهدافها وتهدم بمعاول الخير صروحها وتقلع اسسها.
عملية جرئية وقوية وحاسمة صبت النار والجحيم على رؤوسهم العفنة لتغسل ذنبا وتفرح قلبا وتشرح صدرا طالما تحمل الكثير من أجل
لملمت جرحه وتفتيت لحمته وتهديم بناؤه .
وإِذَا لَمْ يَكُـنْ مِنَ المَـوْتِ بُـدٌّ // فمن العار أن تموت جبان
ولو ان الحياة تبقى لحي // لعددنا أضلنا الشّجعانا
نشد على ايادي الخير والقوة وعوامل البناء لمن يريد ان يطمس حق و يلغي هويه و يقتل الناس ويشيع الفاحشة والجريمة في بلد الامن والامان ولسان حالي يقول
تعدو الذئاب على من لا كلاب له وتتقي صولة المستنفر الحامي
مقالات اخرى للكاتب