ربما سأكون قاسياً هذه المرة، لكنها الحقيقة التي نتجاهلها او لا نتطرق لها، لكن بنظري انها قبلة موقوتة إذا ما فسح لها المجال، حتما ستخلف ايتام وارامل، لاسيما وهم يدخلون المجتمع من زاوية الفساد وموجة الإصلاح المزعوم، انها تفاهة البعثيين يا سادتي.
انا في محل عملي وإذا به دخل يمجد بهدام العراق، بعدما رأى صورة ركنتها في زاوية من زوايا المحل، تعبر عن سيدهم عندما اخرجوه من جحر الجرذان، والذي بدى فيها مشمئز المنظر (والعياذ بالله)، صمتٌ قليلا ثم اردفت عليه غاضباً، تحول الى مشادة ذكرتني بقصة.
ينقل لي صديق، ان جارهم كان يعمل عاملاً في انابيب الصرف الصحي، الذي اتقن عمله وتفنن به، أكثر من اتقان آليات دائرة الماء والمجاري في مدينتي، حتى ذاع صيته وأصبح أكثر شهرة من الفنان كاظم الساهر، كان يستنشق تلك الرائحة عبيراً، وهو يمارس عمله صبيحة كل يوم.
يقول: ذات يوم أولاده اشتد عودهم واخذوه الى البيت بعد عمليات من التنظيف والاستحسان، اجلسوه معززاً مكرماً، طلباته أوامر، لكن سرعان ما أصيب بسقم لم يعرف كثير من الأطباء علاجه! كان يعاني من غثيان مستمر ويمر بنوبات فقدان الوعي، يقول: لكنه ما ان دخل الى بيت الخلاء (اجلكم الله)، حتى استعاد عافيته واستمر بالتنفس بصورة طبيعية.
يبدو ان للبعثيين في ذاك العامل اسوة حسنة، فلم يرق لهم عبير الحرية والعيش الكريم، راحوا يبحثون عن نتانة بيت الخلاء، سيارات فارهة وأبناء اغلبهم موظفين وبيوت بدل اكواخ، لكنها لم تسد شوقهم لممارسة حياة الذل والمهانة.
خلاصة القول: أعطوا كل منهم حجمه ومكانه المناسب، ليستعيدوا عافية التفاهة التي يشتاقون لها، وعارضوا قانون العشائر الذي يضمن تغلغلهم وسط عشائرنا بزي جديد، لذلك نحن بحاجة الى تسوية تلقي بهم في مستنقع للصرف الصحي.
مقالات اخرى للكاتب