السياسي في الأنظمة الدكتاتورية المستبدة يتحسس سلاحه او يتضايق او(ينعقج) عندما يشعر بوجود مثقف "كاتب كان ام صحفي" ويتقزز من آلات التصوير والقلم,لذلك تراه لا يتهاون بالضرب والاعتداء على هذا المخلوق الباحث عن المتاعب الذي مهمته معرفة كل الأشياء ويتابع حركات السياسي وتصريحاته لينقلها كحقيقة الى الشارع , وهذا جزء من عمله,الأمر يختلف في الأنظمة الديمقراطية والدول المتحضرة فتجد الصحفي يمتلك الحرية الكاملة في البحث عن المعلومة والحصول على التصريح من أي مسئول وتوفر له الدولة جميع التسهيلات للانجاز مهامه,
في العراق البلد الديمقراطي الذي يفترض فيه احترام الصحفي كما اشرنا لا زالت فكرة الدكتاتورية والاستبداد تعيش في عقلية بعض ساسته ووزراءه فهناك من يعتدي على رجال القانون ومن يعتدي على الصحفيين بالضرب المبرح الى حد النقل الى المستشفى ثم يظهر المسئول ليعتذر صوريا
" او يشكل للجنة تحقيقه لغرض تسويف الحادث
المسئول ناسي او متناسي بان هذا الشخص(الصحفي) آلا على نفسه واختار مهنة المصاعب واثبت صحة هذا الوصف وشارك أخيه المقاتل ونقل الصورة في ساحات القتال" وقدم صورة رائعة واستشهد وجرح عدد منهم , ثم ليس لديه عداء شخصي مع السياسي,ولا يفكر بالاستفادة من هذه المتابعة ’لكن يرى فيها واجب واحترام للمبادئ كونه ممن عقد عليهم الرهان بنقل الحقيقة أمام الجمهور,هو قادر ان يعطل ضميره ويرى الأحداث بعين واحدة ويمسح الكتف بهدوء ويمتلك سيارة ويحصل على مرتب جيدا وشقة وايفادات كما يفعل بعض الرعاديد الطارئين على مهنة الصحافة
تصرف هؤلاء الساسة والمسئولين تصرف غير مسئول أوصلنا الى حكم العالم بان العراق الديمقراطي بيئة غير صالحة للعمل الصحفي وبالإمكان الاعتداء علية وأهانته دون رادع قانوني في حال نشره أي معلومة تعكر مزاج السيد المسئول
وهنا أريد ان أعرج على حقيقة حاضرة في الكثير من المحافل السياسية والثقافية هي وللأسف اهتمام بعض الصحفيين ووسائل الإعلام بالساسة أكثر من اهتمامهم بالمثقفين وخصوصا الشخصيات المثقفة التي تحترم نفسها ولا تهرول وراء الكاميرات, وأخيرا" أذا أرادت الصحافة ان تأخذ مكانها الحقيقي في العراق هو الكف عن الاهتمام المفرط بالساسة ومساواتهم بالآخرين مثقفين ومواطنين.
مقالات اخرى للكاتب