لم يكن في المكاتب الرسمية والاهلية قبل سنوات موظف يسمى (سكرتير) ولكن كان هناك البواب والفراش،الاول يشرف على دخول وخروج المراجعين والحراسة والثاني يقوم باعمال الخدمة والتنظيف!
تطور الزمان ومعه تطورت وظائف الادارة،فأصبح لا بد لكل مكتب من وجود سكرتير،ينظم عمل المدير ويرتب ملفاته ويتلقى اتصالاته ويرد على مراسلاته ويستقبل ضيوفه ومراجعيه..السكرتارية اصبحت عملا اداريا مهما يدرس في كليات الادارة ومعاهدها،يجمع بين فن الادارة والاتصال والعلاقات العامة!
في المجال الطبي يصبح دور السكرتارية أكثر اهمية وذلك لحساسية عمل الطبيب ودقته وعلاقته بحياة الناس،ولا شك ان مراجعي الطبيب من المرضى يتطلب التعامل معهم نوعا من الصبر والرعاية والمساعدة التي لا يحتاجها الناس الاصحاء!
هدفي من طرح الموضوع ليس الاساءة لمهنة الطب ولكن تقويمها وتنبيه الاطباء الى موضوع قد لا يعتبرونه مهما في ظل انشغالهم العلمي وحرصهم على العمل ليلا ونهارا من اجل انقاذ حياة الكثيرين فجزاهم الله خيرا.
السكرتير او السكرتيرة هو وجهك الثاني امام مراجعيك،فمثلما تحرص على ان تقابل الناس بوجه حسن عليك ان تختار سكرتيرا ضمن مواصفات معينة من بينها الشهادة العلمية والذكاء والنشاط والاخلاق الفاضلة والمهارات التقنية وبخاصة الخبرة في اســـــــتخدام الكومبيوتر ووسائل الاتصال الحديثة!
عملية الاختيار كما لاحظتها في العراق تتم بطريقة مزاجية شخصية، فالسكرتير (او السكرتيرة) قد يكون موظفا مع الطبيب في المستشفى الحكومي فيعينه مساء في عيادته الخاصة او قد يكون من اقربائه او جيرانه،ومن النادر ان تجد سكـــــرتيرا يمتلك شهادة تخصص في الادارة الطبية او العلاقــــــــــات العامة رغم وجود الاف العاطلين من الخريجين الشباب!
اغلب سكرتارية الاطباء شبه اميين لا يجيدون التعامل الحسن مع المراجعين وكثير منهم متورط في طلب الرشوة(الاكرامية) من المرضى وذويهم،وبعضهم لا يتورع عن مخاطبة المريض باسلوب غير لائق، وهناك قصة لكل مريض يمكن ان يرويها عن معاناته من السكرتير او السكرتية وعندما يشتكي المريض عند الطبيب من اساءة السكرتير لا يجد اذنا صاغية غالبا بل يتخذ الطبيب موقف المدافع عن صاحبه فورا،فيكون المريض هو الخاسر دائما!
يقتصر عمل اغلب السكرتارية حاليا على تلقي الاتصالات وحجز المواعيد وتنظيم دخول المرضى ولا توجد ارشفة وملفات الكترونية للمرضى اومتابعة لحالاتهم ولا يوجد توثيق وحفظ للفحوص والتحاليل والاشعات والتقارير والوصفات العلاجية ولاتتوفر ملفات ورقية او اجهزة كومبيوتر في اغلب العيادات!!
اقترح ان تتولى نقابة الاطباء ووزارة الصحة وضع تعليمات ومواصفات محددة ودقيقة لمهنة السكرتارية الطبية، وان يقوم مكتب المفتش العام بزيارات للمستشفيات والعيادات لغرض تنظيم عمل موظفي الادارة و السكرتارية بطريقة مهنية علمية،وان يكون من شروط فتح العيادة تقديم الطبيب ملفا شخصيا ومهنيا كاملا للسكرتير يتضمن الشهادة والخبرة وحسن السلوك،وان تكون هناك نافذة الكترونية في النقابة والوزارة لاستقبال ملاحظات وشكاوى المراجعين حول عمل الكادر الطبي ومن ضمنه بالطبع الادارة والسكرتارية،فعمل هؤلاء لا يقل اهمية عن عمل الطبيب..اليس كذلك؟؟!!
مقالات اخرى للكاتب