1
تُسائلني الليالي أنْ أراها
وتزجرني بآتيةٍ تراها
وما كنتُ الذي غرُبَتْ رُؤاهُ
ولا عندي بها أملٌ سِواها
مُعللتي بوصلٍ كاد يَفنى
وخاتمةٍ لِما كسبتْ خطاها
أهاجَ الشوقُ أيامي وذِكرى
بأروقةٍ وقدْ سَبقتْ مُناها
ومُنذ طفولتي والروحُ تدري
هنا جَدّي بطيّبةٍ رَعاها
تُداعبني بأحْلاها الأماني
وتُرجعني لأيّامٍ أراها
وكمْ كنا إذا سَجعتْ بآيٍّ
نُخاطبها بمعشوقٍ تلاها
وعُدْتُ إلى مَواطِنها بشوقٍ
أسائلُ جدَّنا عمّا اعْتراها
أطوفُ ضريحَهُ والروح حَيرى
مُمزقة وما عَرفتْ رُباها
2
أبا حسنٍ لعاديةٍ مَشينا
كأنّ الشرّ في شررٍ دَحاها
ورُحنا في مَواجعها نعاني
نؤجّجها , كما صِرنا لظاها
ألا تبتْ يَداهمْ حينَ جاؤوا
بفاحشةٍ , وتضليلٌ كساها
بروحي قبةٌ وسِعتْ زماني
وأكواني , وما بَرحتْ سَناها
وإنْ بزغتْ بأعماقي أنارتْ
دروبَ مَسيرتي حتى عُلاها
وما انطفأتْ , ولا حُجبتْ وتبقى
برغمِ غيابها , صَوتي لِواها
أريدُ زماننا وَهَجا سَنيا
بإشراق ألا صَنعتْ ضُحاها
وما تعِبتْ من الإصْرار رُوحٌ
وما كُسِرَتْ بما فعلتْ جُناها
لأنّ النورَ مِنْ مِشكاةِ إلاّ
يُداهمها فيُخلِعُها دُجاها
د-صادق السامرائي
*الإمام علي الهادي عليه السلام , ومرقده في مدينة سامراء.