إنّ واحدة مِنْ أهم سمات العراق الجديد الذي أطلّ علينا بعد عام 2003 أنَّ شوارعنا أصبحت بلا أرصفة !.كواحدةً من أهم الإنجازات التي تُحسب لأمانة بغداد والتي قدمتها للعراقيين لكي ماتُعَجِلْ لهم بالموت لإسكاتهم عندما جعلتهم يسيرون في الشوارع مع السيارات والدراجات في ظل هذا الانفجار في عدد العجلات التي ملأت الشوارع فكان من الطبيعي أنْ يتم التجاوز على حقوق المواطنين من المواطنين أنفسهم ؟ . وذلك في ظل غياب أدنى شعور بالمسؤولية إضافةً إلى غياب رقابة أمانة بغداد والذي ساعد بدوره في تفشي ظاهرة ضم ّ الارصفة إلى حدائق المنازل ، بل وجعلها كراجات لسياراتهم حيث قام الكثير من اللامواطنين بعمل سياج إضافي وضمّ الرصيف الذي هو ملكُ الجميع إلى حديقةِ منزلهِ تاركاً المواطن لقدرهِ وحدهِ يعاني من مخاطر الطريق بل أنه حتى عند تعرضهِ لحادث ما فإنهُ وحدهُ منْ يتحمل المسؤولية كونهُ يسير وسط الشارع دون الإلتفات إلى أنَّ الشوارع أصبحت بلا أرصفة والذي زاد الطين بلةً أنّ أمانة بغداد في ظلِّ غياباتها الجديدة أصبحت تؤجر تلك الأرصفة للمواطنين وذلك بإنشاء محلات دونَ الأكتراث بجمالية الشوارع سواءٌ أكانت تلك الشوارع رئيسية أم فرعية داخل الأحياء السكنية ، فشكراً لأمانة بغداد على هذا الانجاز الكبير في عراق مابعد 2003 ، بل ان العراق الجديد تباع فيه اللحوم في الشوارع فهي طازجة تذبح وتباع في الشارع العام في ظل غياب الرقابة الصحية سيما وان اللحوم تتعرض لعوادم السيارات ، فهي في الهواء الطلق ولاندري هل قامت أمانة بغداد بإيجار تلك الارصفة والحدائق لهؤلاء الجزاريين ؟ . نعم . الله وحده يعلم ماحلَّ وماسيحلُّ بالمواطنين الذين تتوالى عليهم اللعنات لالشيء إلاّ لأنهم عراقيون ، فهل هذا إنجازٌ يُحْسَب لك أيتُها الأمينة الأنيقة في السهرِعلى جمالية بغداد ؟ وهل هناك تخطيط للمدن تكون فيه الشوارع بلا أرصفة ؟ أليس هناك إجراءات رادعة بحق هؤلاء التجاوزين ؟ . وهل العودة الى جاووش البلدية أفضل لنا من الامانة أم ماذا ؟ .
مقالات اخرى للكاتب