لقد استوقفتني تصريحات احد السياسيين لأحدى القنوات الفضائية الوطنية حول عملية الاصلاح السياسي التي يطالب بها العراقيون والتي اعترف بها هذا السياسي بوجود الفساد في الحكومات العراقية المتعاقبة التي تولت الحكم بعد الاحتلال الأمريكي للعراق في عام 2003 مبديا استغرابه مما سماه الحملة الشرسة لتسقيط السياسيين الإسلاميين دون الأخرين ومستغربا بالوقت نفسه المطالبة الشعبية باستبدالهم بتكنوقراط من المستقلين لإدارة شؤون البلاد معتبرا ان هذه المطالبة تؤدي الى ضياع حق الإسلاميين في الحكم هذا الحق المكتسب نتيجة ما أسماه نضالهم الطويل ضد الدكتاتورية الى آخره من الكلام الذي يعبر عن شهوة الحكم عند هؤلاء السياسيين للاستمرار بالحكم حتى لو كان ذلك على اشلاء العراقيين وهنا لابد من القول للرد على مثل هؤلاء ان العراق ليس حقلا لتجاربكم البائسة في السياسة والتي اوصلت العراق الى ما هو عليه الأن من تخلف في مختلف نواحي الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية الذي أثبت بالدليل القاطع عدم صواب المنهج الذي وظف لحكم العراق وان موضوع الإصلاح يتناول المنهج وليس الأشخاص هذا المنهج الذي استمر لأكثر من ثلاثة عشرة سنة والذي انتج لنا مجتمعا ممزقا وارضا مباحة لكل من هب ودب وامنا مفقودا واقتصادا منهارا وطبقة سياسية فاسدة بكل معنى الكلمة لاهم لها سوى استباحة المال العام على حساب افقار الشعب ، فهل هذا ما يهدف اليه المشروع الاسلامي في العراق؟ الجواب بسيط على هذا التساؤل وبسيط جدا ان هذا المنهج ابعد ما يكون عن الاسلام وشخوص العملية السياسية ابعد ما يكونون عن الاسلام ونهجه في الحكم أيا كانوا هؤلاء من هذا اللون او ذاك فالكل اشتركوا في دمار البلاد والعباد لأن الاسلام لم يشرعن القتل و السرقة ولم يشرعن ضياع الحقوق اضافة الى ان الاسلام دين المحبة دين السلام دين الإيثار دين التضحية دين البناء وفهم الإسلام لا يتأتى من خلال الكلام او الشكل بل يتأتى من خلال الممارسة الواقعية وهنا فان افعالكم في الحكم اثبتت بما لا يقبل الشك انكم ابعد ما يكون عن الإسلام فعن اي تآمر تتحدثون وهل مطالبة الشعب بحقه في الحياة تآمرا عليكم ؟ اليس لصوت الشعب حقا عليكم لتراجعوا نهجكم في محاولة لتصويب المنهج بما يخدم المجتمع ويرفع الغبن عن كاهله بدلا من التباكي على ضياع المكاسب الفئوية والشخصية التي اصبحت رائحتها تزكم الأنوف في الداخل والخارج واخيرا اود القول لكم ان العراقيين قد فهموا اللعبة بأنهم ضحية استغفلوا بشعاراتكم كما استغفلوا بالأمس بالقائد الضرورة فكفوا عن اللعب بمقدرات العراقيين فانتم على اختلاف الوانكم واشكالكم سياسيون بالصدفة تمشدقتم وتسترتم بالإسلام للوصول الى السلطة ولم يكن الإسلام منهجكم كما اثبت ذلك الواقع الذي يعيشه العراق وما عليكم الا الانتباه الى ردة فعل العراقيون على تماديكم واستهانتكم بمطالب العراقيين لأن فعلهم سيكون كما قال الشاعر :
اذا الشعب يوما اراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر
ولابد لليل أن ينجـلي ولابد للقيد ان ينكــــــسر
فاحذروا غضبة الشعب يوم لا تنفع الندامة ولكم في الذين سبقوكم عبرة لمن اعتبر فلا اسلامكم اسلام ولا مسلموكم مسلمون فعن اي اسلام واسلاميين تتكلمون؟
مقالات اخرى للكاتب