ذو الفكر المعوج الذين اصدروا قرارا يقضي بسحب صفة الشهادة عن شهيد الشعب والوطن عبد الكريم قاسم، دون احساس منهم بالعيب والخجل امام تاريخ النضال الوطني العراقي ولا شعور بالحياء امام الشعب، كانوا يفكرون بعقلية وثقافة الفساد التي جلبتها احزابهم واتبعها قادتهم ببراعة النشالين واللصوص المحترفين، فنشورها حتى اصبحت بفضلهم عمود الحكم والادراة العامة للعراق.
اصحاب العقول البائسة الذين اصدروا مثل هذا القرار المخجل، وذو الاصابع الجرباء التي أمضته ونشرته في الجريدة الرسمية، هم نتاج ثقافة اللُّؤْم والخبث والحقد على كل ما هو شريف ونزيه ووطني.
انهم قمقم الحثالة الذي منه يستقي الفاسدون مائهم الآسن. فكيف لهم ان يفهموا معنى الشهادة ومعنى التضحية ومعنى الاصرار على المباديء وكل شيء عندهم بثمن وسعر.؟
انهم ادنى بما لا يقاس ان يمسوا ولو قليلا موقع ابن الشعب البار عبد الكريم قاسم في القلوب وفي الضمائر، فقد حاول اسلافهم البعثيون قبلهم وانقرضوا ولم يبق منهم غير سجل جرائمهم الوسخ، وسينقرض الآنيون ايضا وسيخلفون ورائهم تاريخا من الفساد لم يفعله احد من قبل، وسيبقى اسم عبد الكريم ساطعا كشمس العراق، باسقا كنخيل العراق، املا يخامر قلوب الامهات ان يجود يوما بمثله العراق.
النفر الاغبر عندما اصدروا قرارهم القبيح، اسائوا قولا وفعلا لجميع الشهداء، فعبد الكريم قاسم هو عميدهم ورمزهم المعنوي، هو قمة الشهادة بالاخلاص والنزاهة وحب الوطن والتضحية بالنفس ببسالة وشجاعة نادرة.
اغلب الاسماء منسية الا اسمه، اغلب التواريخ مزورة الا تاريخه، اغلب المآثر مزيفة الا مأثره، كل القامات اخفض من قامته الشماء، انه نجم مضيء في سماء العراق.
ايها الفاسدون الاغبياء الخبثاء، الشهادة ليست قرارا رسميا، ولا منحة حكومية، ولا رتبة وظيفية، انها اعترافا شعبيا يفرض نفسه على كل قانون، الشهادة ليس لها تاريخ يحددها، هي لا تسقط في التقادم، فوفق منطقكم المعوج يكون الامام الحسين بن علي ليس شهيدا لانه (توفى) كما ستكتبون في سنة 61 هجرية ولا ينطبق عليه قراركم الصفيق.
ايها الارذال الذين كتبوا بحبر خبثهم وبصموا باصباع غلهم ، انكم تسيئون لكل شهداء التاريخ ، انكم تشطبون على سجل النضال الوطني العراقي بحقد معلوم.
ولانكم غدارون وجبناء لم تجرؤا على كتابة اسمائكم امام تواقيعكم لانكم تعرفون ان لعنة التاريخ ستبصق على وجوهكم عارا ابديا.
انكم بقراركم هذا قد جلبتم الخزي على مؤسسة الشهداء، ونزعتوا عنها احترامها وحولتوها من مؤسسة لتكريم الشهداء الى مؤسسة لاهانتهم. فهل هناك اهانة اشد من اهانة سحب صفة الشهادة عن شهيد الوطن والشعب من سجلاتها؟
عليكم الاعتذار العلني من الشعب الذي لن ينسى فعلتكم القبيحة، واصلحوا اخطائكم مختارين قبل ان يكتب التاريخ اسمائكم بحروف من خزي وعار.