شيء مفرح ان تنجز الحكومة ميزانيتها ولاول مرة بعد 2003 في وقت مبكر مما يعطي البرلمان وقتا كافيا لمناقشتها والمصادقة عليها .
وتقر الميزانية في العادة من أجل خدمة المواطن وتحسين وضعه المعيشي سنة بعد أخرى من خلال توفر تنفيذيين نزيهين تعنيهم قضية شرف الخدمة والوظيفة أكثر من عنايتهم بحياتهم .
في العام 2004 اعلنت الميزانية التي قدرت بـ 18 مليار دولار وقد توسم العراقيون في هذا المبلغ خطوة أولى لتحقيق بعض احلامهم في تحسين مستوى المعيشة وتطوير الخدمات ورفع مستويات التعليم وتوفير المتنزهات الحديثة تعويضا عن مصانع التراب !
وكان من جملة ألأحلام المشروعة تحسين حال المدن وتحويلها من ركامات متداعية آيلة الى السقوط ألى مدن حديثة متحركة من خلال الخدمات كوسائط النقل الحديثة على ألطرق المعبدة المسيطر عليها بأحدث تقنيات ضبط الشارع ... وتأمين السكن الكريم لكل من يفتقر الى سقف يحفظ كرامته من غول غالبية الملاكين الجشعين .
ترقب العراقيون شيئا ملموسا من جزء يسير من أحلامهم لكن انتظارهم طال وبدأوا يلمسون ظهور طبقة من التنفيذيين وقد اخذت طريقة عيشتهم تتغير بأتجاه الترف بعد كانوا لا يملكون شيئا يذكر .
توالت الاعوام .. وتوالت الميزانيات حتى وصلت عام 2015 الى مبلغ 103 مليار دولار ومع هذا التتابع الزمني لم يشهد العراقيون مدرسة جديدة ولا مشفى متطور ولا شارع نظيف ولا مساحات خضراء وبدل هذا ظهر الذين غيروا طريقة عيشتهم ( تناسل وانشطر عنهم كثيرون ) باشكال حيتان شرهة وقاسية لايكفيهم سرقة الميزانيات بل جندوا لصالحهم عصابات لا تتوانى في أنهاء حياة من ينافسهم من اشباههم او من الشرفاء الذين يفضحون فسادهم .
مع هذا الخط الفاسد من التنفيذيين تنامى خط القضاء الفاسد والمرتشي والخائف من بلطجية الحيتان . أي احلام يرجو العراقي تحققها بوجود هكذا قضاء يحرس الفساد !؟
مسؤولون فقدوا الحياء . نقطة راس سطر ! ( قطرة لو جَرّة )
أليوم أعلنت ميزانية 2016 التي سيسرقها هؤلاء الحيتان ومن انشطر عنهم . ولا أمل ما دام السراق هم أصحاب القرار .
مقالات اخرى للكاتب