لا أخفيكم سرا؛ اني ومنذ يومين, وفي كل ساعة أنتفض لأكتب مقالا عن أبي الفضل, وعندما أفكر بموضوع ما؛ يعترضني شيئا لا أعلمه, لا أعرف هل هو شيطان تغلغل الى داخلى؟ لكني علمت انه ليس هكذا عندما كتبت عن موضوعا اخرا, قتلت شيطاني وانتفضت على مخيلتي, فكيف لي لا أكتب؛ وأنا أنوي كتابة موضوعا عن أبا الفضل.
دخلت أفتش عن سيرة ذلك الشاب الهاشمي؛ الذي خطط لحياته وصي النبي؛ عندما أوصى عقيلا أن يجد له امرأة؛ ولدتها الفحول من العرب, يتزوجها لتلد له غلاما فارسا؛ ينصر ولده الحسين في كربلاء, ذاك الذي استبسل في صفين؛ وهو يشارك اباه معركته, ذلك الشاب الذي قطع القنطرة التي يعبرها الفارين في معركة النهروان, حتى لقب ب(سبع القنطرة).
هنا أخذتني مخيلتي الى حيث مصرع العباس(ع), وماذا فعل بطل العلقمي كي يصبح منارا, تهتدي اليه الملايين من كل أصقاع الأرض, غصت فيه فوجدته من كفل اخته؛ التي خرجت معه من المدينة الى كربلاء, بعد ذلك وجدت خيمة تتقدم المخيم الحسيني؛ كتب عليها خيمة العباس, أيقنت انه كان حارسا لكل الخيام.
وأنا أتصفح الطف؛ وعند دخولي من باب قبلة سيد الشهداء, نظرت يمينا لتصدح عيناي بقبة تعانق السماء, تخطوت لها بهدوء تام, وأنا أرتعش من هيبتها؛ دخلت فتسللت الي دروسا؛ عن الصولات والجولات التي قام بها كبش كتيبة الحسين (ع), عندما أحس بخدر اخته المكفولة قد تهدد.
تنقلت في الحرم المقدس؛ فأرشدني باب قبلته الى مزار؛ كتب عليه كف العباس, ليروي لي ما جرى على أبا الفضل؛ وهو يهش بالمارقين محاولا ايصال القربة, الى حيث الرضيع, ليزرع كفاه ها هنا؛ قبل أن يقع مناديا: (أخي أبا عبد الله أدركني).
هنا عدت الى رشدي, فوجدت نفسي غارقا بكم هائل من المعلومات, لأصنع مقالا زاخرا, يروي ما فعله الكفيل, وهو يضحي بنفسه قربانا في سبيل الخالق, وذائدا عن حمى الدين.
مقالات اخرى للكاتب