فجر الدكتور العبادي قنبلة بوجه مجلس النواب وصرخة في ديوانه نتمنى الا تكون صرخة في واد عميق ،حينما اتهم البرلمان بتحويل خمسين مليار دينار عراقي من تخصيصات في الميزانية، سماها تخصيصات حساسة لتضاف الى رواتب وتخصيصات النواب وبطرق ملتوية .
جاء ذلك خلال مؤتمره الصحفي الاسبوعي واضاف الى قوله بأن هناك تعيينات جرت خارج نطاق وشروط التوظيف ،لاتباع بعض النواب لاغراض انتخابية ،من خلال الضغط على بعض الوزراء واشار الى انه في حالة عدم اصلاح النظام السياسي والاجتماعي فسوف نتفاجأ من ردود فعل عنيفة، ثم ختم صرخته المدوية بقوله (ان هذا هو الفساد بعينه وانه لا يسكت على ذلك) فيا لها من قنبلة ويا لها من صرخة مدوية جاءت بعد يأس وقنوط وتململ منذ يوم اعلانه اصلاحاته التي بددتها جهات سياسية معروفة وجعلتها هواء في شبك والله على ما نقول شهيد
ان الدكتور العبادي بصرخته هذه وبقنبلته التي فجرها بوجه النواب ،قد الزم نفسه امام الشعب الزاما لا فكاك منه بأن يسير بجد ومثابرة بمحاربة الفساد وفضح المفسدين، بعد الانتهاء من تحرير محافظة نينوى وطرد عصابات داعش من كل ارض عراقية والا سيكون كرئيس الوزراء السابق ،الذي كان يهدد المفسدين والارهابيين بفايلات واضابير تدينهم، وضع يده عليها لكن لم نر أحدا منهم في قفص الادانة، ولا ندري هل تم تسليم الاضابير لرئيس الوزراء الحالي ،ام تسلمتها لجنة النزاهة والرقابة المالية ام عفا عليها الزمن ،كما عفا على ايهم السامرائي وحازم الشعلان وفلاح السوداني وغيرهم من اللصوص والسارقين الذين تخلصوا من الملاحقة والسجن وراحوا ينعمون في الدول الاجنبية بما سرقوه من اموال وثروات الشعب العراقي وما زال اولهم يهدد ويعربد دونما خجل؟.
وبعد هذا التفجير الرئاسي وبعد تلك الصرخة المدوية ،بدأنا نسمع من بعض السياسيين والنواب ،بان مبلغ الخمسين مليار دينار التي تم التلاعب بها والتي اشار اليها رئيس الوزراء لم يكن بعض النواب على علم بها وتلك والله احدى مهازل وضعنا السياسي الراهن، بان هناك من النواب قد اعطى موافقته على ميزانية الدولة وهو لا يعرف كيف تم التلاعب بها من هذا او ذاك وكثير منهم عما جرى غافلون. الا يعني ذلك كله ان مجلس النواب على نوعين نوع يتلاعب بميزانية الدولة فيحول ما شاء له ان يحول من ابوابها ونوع اخر يوافق دون ان يعلم ما جرى تحت الطاولة ولا نريد ان نقول ان هناك من النواب من غض النظرعن الفضيحة ما دامت لعبة الخمسين مليار تصب في مصلحته وتنفش
ريشه.
ويبدو ان ذلك التفجير الرئاسي وتلك الصرخة المدوية ،سوف لم تذهب هباء وسدى فقد كان لها صدى قوي وواسع في اوساط جماهير الشعب واجهزة الاعلام الداخلية والخارجية، الامر الذي جعل الدكتور سليم الجبوري رئيس المجلس يسارع باستدعاء السيد رئيس الوزراء ليكشف امام مجلس النواب حقيقة ما صرح به من اتهام صريح للنواب او لبعضهم وانه لمما لا شك فيه بان الدكتور العبادي لم يصرح ويتهم دون وجه حق ودون ان يضع يده على ابواب الميزانية التي تم التلاعب بها وكيف تقافزت الخمسون مليار دينار من شبابيكها لتستقر في باب رواتب ومخصصات النواب، وعلى فرض ما ادعاه اخيرا النائب هيثم الجبوري من ان مناقلة المبلغ المذكور كانت لتغطية رواتب منتسبي وموظفي المجلس ولا علاقة لرواتب ومخصصات النواب بها فاننا نتساءل: أليس من حق رئيس الوزراء ان يعرف ويطلع على كيفية تلك المناقلة الجريئة؟.
لقد اصبحت الان الكرة في ملعب الدكتور العبادي وعليه الا يخرج من الملعب ومن المباراة التي ينتظرها الشعب العر اقي بفارغ الصبر ،الا وقد وضع النقاط على الحروف وكشف الغطاء وعلق الجرس برقبة من افسد واساء واستهتر وبعكسه فانه سيضع نفسه في موقف حرج لا فكاك منه لتخفت من بعد هذه الزوبعة او الحقيقة الراهنة الاصوات، التي ادعت ان بعض النواب كانوا لا يدرون بطريقة اللعبة. ترى الا يكفي ان رئيس الوزراء قد درى وعلم واطلع؟ ثم اليس من حق الشعب ان يعرف بما يجري من تلاعب بميزانية الدولة والتغيير في ابوابها يا «ريس المجلس والا إيه»؟.
مقالات اخرى للكاتب