بإعلان نتائج الانتخابات البرلمانية العراقية انطوت صفحة التوقعات وبروز لغة الارقام وعرفت كل الكتل والأحزاب حجمها في رسم الخارطة السياسية, النتائج أفرزت فوز ائتلاف دولة القانون التي يترأسها رئيس مجلس الوزراء, بــ 95 مقعد ثم قوائم التيار الصدري بـ32 مقعد و ائتلاف المواطن بــ26 مقعد ومتحدون بـ 23 وائتلاف الوطنية بالمركز الخامس ب 21 مقعد والحزبين الكرديين الديمقراطي والاتحاد بــ19 مقعد لكل منها بالإضافة الى مقاعد أخرى لتجعل الكرد في المركز الثاني, استطلعنا رأى الشارع البغدادي في قراءة الخارطة السياسية المواطنون تباينت أرائهم فالبعض يرى ان فوز كتلة ائتلاف دولة القانون بفارق كبير عن القوائم الاخرى سيسرع في تشكيل الحكومة كونه لا يحتاج الى تحالفات كثيرة ولديه مؤشرات من بعض الإطراف في تشكيل حكومة اغلبية سياسية, الدكتورة مروة تقول بان الخارطة السياسية المقبلة ستأخذ وقت طويل بعد ان تعددت الكتل والاحزاب وهذا مؤشر سلبي فبدل تقارب الرؤى وتوحيد المشتركات نجد هناك الكثير من أسماء الكتل والأحزاب صعدت الى مجلس النواب وهذا سيدخل البرلمان في مخاض صعب,و سيدخل البلد في مما حكات وسجلات وسوف تأخر تشكيل الحكومة وتعطل القوانين والموازنة وسوف يدفع المواطن فاتورة هذا التأخير,وقد يؤسس التاخير إلى ثقافة عزوف عن الانتخابات في المستقبل خصوصا بعد أن استهلكت كل الخيارات, الفنان التشكيلي مصطفى العراقي يقول لا توجد كتلة أو ائتلاف قادر على تشكيل أغلبية ( 50+1) داخل قبة البرلمان للاختيار رئيس الوزراء الذي يمثل بيضة القبان في النظام البرلماني والذي يتمتع بصلاحيات واسعة بدون توافق أو تحالف مع كتل أخرى,ومن هنا سيبدأ الحراك السياسي المعقد الذي سوف يغير خارطة العراق السياسية وفقا لمتطلبات المرحلة والظروف الجيوسياسية الداخلية والخارجية, والمتابع للمشهد السياسي يجد صورة معقدة ومتشابكة فالتحالف الوطني(البيت الشيعي) لم يرتب أوراقه بعد و لم يتفق على تسمية رئاسة الوزراء ولدى البعض مواقف من الرئاسة الحالية ,الإطراف ستدخل في مخاض صعب للخروج من عنق زجاجة الأزمة , المواطنة ام سجى تحفظت عن ذكر اسمها تقول لا يمكن القفز على دور بعض دول الجوار في المشاركة في ترتيب البيت الشيعي والسنة العرب ولا بد من الإشارة إلى أطراف من الائتلاف لديها رغبة بعدم تفريط عقد شراكة الحكومية وتطرح مشروع الشراكة الوطنية وأطراف أخرى ترفض الولاية الثالثة للمالكي قد يصبح موقفها صعب جدا كونها هي الأخرى تعاني من التفكك واختلاف في الرؤى وليس لديها مقاعد تجعلها تفرض أرادتها في المجلس ,فجمهور متحدون لديهم موقف من الكرد في المناطق المتنازع عليها وقائمة متحدون لديها علاقات غير متوازنة مع قائمة علاوي و المطلك وقوائم محافظة الانبار,هذه المعادلة الغير متوازنة والمعقدة ستفرض عليها المصالح والمناصب وتحل شفرتها لغة الأرقام والمصالح ,فالأكراد مصرين على تولي منصب رئاسة الجمهورية ولديهم مسألة النفط والغاز والمناطق المتنازع عليها والموازنة,والكرد سوف يغيرون المعادلة في حالة توحدهم اتجاه بغداد كونهم يشكلون الكتلة الأكبر بعد ائتلاف دولة القانون, السيدة سعاد المندلاوي تقول شهدت الخارطة تغير جديد ومؤشر ايجابي يدل على وعي الناخب وهو زيادة عدد النساء المنتخبات بدون الكوتا فهناك 22 امرأة حصلت على أرقام عالية وهذا دليل على ان الناخب استطاع الخروج من ثقافة انتخاب القائمة واتجه الى المرشح ولكن وجود مؤشر سلبي هو ان حجم الفائزين عن التحالف المدني لا يتناسب مع حجمهم في الشارع ودعت الى أعادة حساباتهم .