Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
الشناشيل . . . إبداعات في تاريخ العمارة البغدادية
الخميس, آب 21, 2014
د. رؤوف محمد علي الانصاري

تعرضت معظم المدن العراقية خلال العقود الأخيرة الى شتى ضروب الاضرار والاهمال والتخريب . . . إذ طالت معظم معالمها العمرانية المميزة ، لاسيما العاصمة بغداد وفنون عمائرها الاسلامية وبيوتاتها التراثية التي تزين واجهاتها الخارجية الشناشيل الجميلة والرائعة ، التي تعد من المعالم العمرانية البارزة في الاحياء القديمة منها . . . وذلك بسبب التخلف في النظرة العمرانية والفنية والفكرية ، وكذلك نتيجة عدم الاستقرار السياسي والعمليات الارهابية التي طالت المدن العراقية في السنوات الاخيرة .

وتمثل الشناشيل في البيوت البغدادية التراثية بالنسبة الى العاصمة بغداد شخصيتها التاريخية والعمرانية ، لانها تجسد التقاليد المتوارثة من الماضي وتبقى إرثاً للأجيال القادمة . . . وتعتبر الاساس للهوية الوطنية والمحلية .

لذا فمن الواجب السعي الى تهيئة الدراسات والمستلزمات الضرورية لوضع الخطط السريعة لتطوير مناطق بغداد عمرانياً بما يتطلبه ابراز الجوانب الحضارية لهذه المدينة التاريخية العريقة ، والحفاظ على ما تبقى من القيم الفنية والجمالية للعمارة البغدادية لاسيما شناشيلها الرائعة ، واعادة صيانتها وترميمها ورصد واقع الارتقاء بها وإبراز الجوانب المشرقة منها . . . لتعود العاصمة بغداد الى جمالها وألقها العمراني الذي تميزت به لقرون عدة ، وبالخصوص الاحياء القديمة منها : كالكاظمية ، والاعظمية ، والشوّاكة ، والكريمات ، والبتاوين ، والفضل ، وباب الشيخ ، والمهدية ، وأبو سيفين ، والجعيفر ، والرحمانية وغيرها . . . وشوارع : الخلفاء ، والكفاح ، والشيخ عمر ، وحيفا ، وشارع الرشيد : الذي يعتبر من أقدم وأشهر شوارع بغداد التاريخية وأحد أهم مراكزها التجارية ، حيث ترك هذا الشارع بحالة يرثى لها منذ سقوط النظام عام 2003 والى يومنا هذا ، على رغم موقعه المتميز بالاضافة الى انه كان يُعد الشريان الرئيسي للعاصمة بغداد . . . اضافة الى غيره من المحلات ( الحارات ) والشوارع والازقة التي أهملت خلال العقود الاخيرة .

والشناشيل في البيوت البغدادية التراثية تماثل ( المشربيات ) في البيوت المملوكية في القاهرة . . . وتماثل أيضاً ( الرواشين ) في بيوت مدينة جدة التراثية .

وتعتبر الشناشيل من الظواهر المألوفة في البيوت البغدادية التراثية ومن معالمها الاسلامية المميزة . . . وهي الشرفات الخشبية المزخرفة المعلقة والمصطفة على الطريق العام ، حيث توفر مظلّة يحتمي بها المشاة من شمس الصيف الحارة وأمطار الشتاء . ففي بيوت الميسورين تتحول الشناشيل الى قطع فنية رائعة ، وذلك لجمال نقوشها الخشبية التي تتخللها قطع زجاجية صغيرة ملونة .

وجاء في فرهنك جديد ( المعجم الجديد ) لفريدون كار ، فارسي ـ فارسي : ان الشناشيل كلمة فارسية مركبة من ( شاه نشين ) بمعنى محل جلوس الشاه . . . ويذكر اللغوي والمؤرخ العراقي الدكتور مصطفى جواد في مجلة سومر ( المجلد 24 ، صفحة 244 ) : ان الشناشيل يطلق عليها أيضاً الأجنحة والرواشين . مفردها روشن ، وهي لفظة فارسية ومعناها الضوء ، وتعني الروشن كذلك .

والراجح ان لفظ الشناشيل أو الرواشين قد أستخدم منذ العصور الاسلامية الاولى في مدينة البصرة . وقد ورد في نهج البلاغة بشرح الامام محمد عبده صفحة ( 9 ) . . . من كلام لأمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب (ع) فيما يخبر به من الملاحم بالبصرة قوله : ويلٌ لسكككُم ( أزقتكم ) العامرة والدور المزخرفة التي لها أجنحة كأجنحة النسور وخراطيم كخراطيم الفيلة ( الميزاب ) . . . وقد شرح الامام محمد عبده أجنحة الدور التي شبهها الامام علي (ع) بأجنحة النسور بأنها رواشينها . . . ( ولم يكن المقصود من اشارة الامام (ع) لها في تلك الفترة الزمنية الناحية الفنية والجمالية ، وإنما تعبيراًً منه (ع) عن الاسراف الزائد في عمارة بيوت الاغنياء ، مع كون الحالة السائدة في تلك الحقبة الزمنية من بداية نشوء الدولة الاسلامية هي البساطة في بناء البيوت ) .

وقد انتقل هذا الفن المعماري الجميل والرائع من مدينة البصرة الى باقي المدن العراقية الاخرى وبالخصوص المناطق الجنوبية والوسطى منها . . . وكانت العاصمة بغداد من أكثر المدن تأثراً بالشناشيل في تزيين واجهات عمائرها وبيوتاتها خلال العهود الاسلامية .

تشيد الشناشيل أساساً على قسم من بناء الطابق الاول يضاف الى المساحة الأساسية للبيت ، وذلك عن طريق احداث بروز يستند الى روافد خشبية أو معدنية . وعندما يتسع البروز نسبياً ، يعمد المعمار الى تدرج ألواح الخشب أو الروافد ، ليمكنه الحصول على نقاط استناد قوية تشيّد فوقها الشناشيل ، ويبلغ البروز عادةً متراً واحداً أو أكثر بقليل .

ويتم صنع الشناشيل من الخشب بدلاً من الطابوق ( الآجر ) أو الحديد ، للتغلب على مشاكل الثقل في توسعة البناء ، وكذلك مساعدة الخشب في تحقيق برودة الجو الداخلي للغرف عن طريق تقليل كمية الحرارة الواصلة الى البيت ، دون أن تمنع الضوء والهواء من الوصول الى غرف الشناشيل من خلال الفتحات الخارجية المشبكة . وكذلك تحفظ للسكان حرمتهم وخصوصيتهم ، فهي مصممة لحجب الرؤية من الخارج للجالسين في هذه الشرفات أو الغرف الملحقة بها .

ومن الظواهر المألوفة الأخرى في البيوت البغدادية التراثية ما يعرف بالأرسي ( الشبابيك الخشبية المزخرفة ) ، التي تفتح وتغلق برفعها الى الاعلى والاسفل . وتتخلل الأرسي أحياناً الأبجورات وهي شبابيك صغيرة شبيهة بالابواب تغطيها مقاطع من الخشب المائل المشبك لدخول الهواء وحجب الضوء.

وتمتاز العديد من البيوت البغدادية التراثية بوجود البنجرات ( وهي عبارة عن قضبان حديدية ذات أشكال زخرفية جميلة تصف عمودياً وتثبت من الاعلى الى خشبة مرتكزة في أعلى الشباك وأخرى تستند الى قاعدة الشباك ، وفي فصل الصيف كانت تصف مشربيات الماء الفخارية ( التنك ) على هذه البنجرات ، ليقوم الهواء الخارجي بتبريد الماء الموجود في داخلها .


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.44697
Total : 101