ساذج ومجنون من يعتقد بان أمركا يمكن في يوم ما أن تريد خيرا للعرب او العراقيين او المنطقة لأنها ببساطة تعمل على ضمان امن الدولة العبرية لعشرات السنين القادمة وهي ترى أن ذلك لا يتم إلا بنشر الدمار والتشرذم في ديار المسلمين ..لقد بات من المعروف أن أمريكا تلجا إلى طبخ مؤامراتها على نيران هادئة ولا بهمها طال الوقت أم قصر حتى إذا نضجت إحدى طبخاتها ستجد أن فئة منا _نحن العرب_ تنفذ بأيديها ودمائها ما خططت له عقول حكماء يني صهيون ..
يتذكر العراقيون أن الأمريكان بعد احتلال العراق مباشرة طرحوا فكرة الأقاليم والفدراليات على أساس طائفي وعرقي ..وحين وجدوا معارضة شديدة من العراقيين استنتجوا أن طبخة( الفدراليات )لم تنضج بعد فقرروا التخلي عنها مؤقتا والعودة من جديد إلى طبخة( العراق الموحد) ولكن هذه المرة بقيادة (شيعية ) وكان من سوء حظ السيد نوري المالكي أن يتولى قيادة تلك الصفحة من تاريخ العراق ومنذ الأيام الأولى لتولي الرجل الأمر هبت القوى العالمية والاقليمة والمحلية من اجل عرقلته وإفشاله إلى الحد الذي جعل الكثير من المؤمنين بوحدة العراق أرضا وشعبا يكفرون بتلك الوحدة ويقبلون بالتقسيم حتى وان كان ذلك تحت إشراف الشيطان ... وهكذا نشرت تلك القوى الفوضى والفساد الإداري والمالي في المؤسسة الأمنية وفي جميع المؤسسات وأثارت التعصب العرقي والطائفي والاقتتال والتنازع مما لا تطيقه طاقة الرجل او أي رجل آخر.. لقد نجحوا باختصار في وضع العصي في العجلات والعربة قبل الحصان بحيث كلما حاول الرجل التقدم إلى الأمام وجد نفسه يسير إلى الوراء علما إني لست من مريدي السيد المالكي او أي طرف من الطبقة السياسية النافذة والمسئولة باجمعها عما يجري اليوم في العراق...إن العراق الموحد أصبح من الماضي في أجندة أمريكا وارو ربا وإسرائيل فاحذروا أيها العراقيون ...
ومرة أخرى أقول ساذج ومجنون من يعتقد بان داعش وغير داعش بعيدة عن أصابع الدوائر الصهيونية وعن عملائها وأموالها ورسم أهدافها وغاياتها ولا أدل على ذلك من ذلك التناغم الواضح بين سلوك داعش على الأرض في شمال العراق وبين وزارة الدفاع الأمريكية ويكفينا دليلا أنها حيث تحل في أي بلاد عربية تتحول تلك البلاد فورا إلى مستنقع للفشل وهذا احد أهم أهداف حكماء بني صهيون على المدى البعيد...وهكذا ظهرت داعش فجأة في العراق لتكون الحلقة الأخيرة في مسلسل الفشل لصفحة (العراق الموحد ) الشيعية إذا صحت هذه المقاربة ..
لقد أصبحنا اليوم نسمع من نفس الجهات( السنية )مثلا التي كانت تزدري الفدرالية وتعتبرها مؤامرة لتقسيم العراق اصواتا عالية تدعوا لإقامة( فدرالية المحافظات الست) الغارقة في الفوضى ...
علينا أيها العراقيون أن نكون شجعانا فنعترف بان أمريكا ومن خلفها إسرائيل نجحتا في جعل العراقيين سنة وشيعة يكفرون بوحدة العراق وأصبحوا يبحثون عن وسائل لعزل بعضهم عن بعض حتى وان كان ذلك عن طريق التقسيم ...
إن الدولة الكردية أصبحت واقعا تدعمه أمريكا وأوربا بالمال والسلاح بينما لم تعط أمريكا الحكومة العراقية سوى طائرة واحدة غير مجهزة ...أما الباقي من العراق فان أمريكا والغرب بشكل عام سيقومون تحت ذريعة محاربة داعش وجبهة النصرة في العراق وسوريا وعبر استخدام الطيران في البلدين وكذلك القطعان البرية إذا اقتضت الحاجة وستكون المحصلة في آخر المطاف اختفاء سوريا والعراق من الوجود لتظهر محلها كيانات صغيرة متنازعة وتابعة لهذه الدولة او تلك من دول الإقليم ...
أيها العراقيون إن العراق يكفيكم ويكفي أضعاف أعدادكم لكي تعيشوا جميعا بعز وكرامة لو صحت الضمائر فهل ستصحو ؟؟؟؟ لا أظن ذلك ,
مقالات اخرى للكاتب