في خطاب ألقاه اوباما قبل أيام قال مخاطبا العراقيين ( تذكروا بان الذئب على الباب )...
لقد ذكرتنا كلمات راعي البقر الأمريكي بحكايات أمهاتنا العراقيات حين كنا أطفالا مشاكسين لا ننفذ مايراد منا( كالنوم) مثلا فيلجان إلى تخويفنا بالقول (اجاك الواوي )..وما أشبه أهداف أمهاتنا و(واويها) واوباما وذئبه المشؤوم باستثناء أن (واوينا )-نجن العرب-- ليس حقيقيا أما ذئاب اوباما فهي كثيرة وموجودة على الأرض وان (داعش )واحد منها وقد يكون أكثرها رحمة على الإطلاق..
إن كلمات اوباما تصب في السياق الذي تتبعه الإدارات الأمريكية المختلفة مع العالم النائم بشكل عام والحكام العرب بشكل خاص فهي تضعهم بين خيارين لا ثالث لهما فأما تنفيذ ما يملى عليهم او فتح الباب للذئب الجائع والمتربص بهم لكي يدخل عليهم...وهذا ما يفسر الدمار الذي يلحق هذه البلدان ويتم عادة على أيدي أهلها ..
ولكي لا أطيل على أعضاء مجلس النواب بكل أطيافه فاشغلهم عن استعراضاتهم التلفزيونية ببدلاتهم الراقية وربطات العنق المستوردة خصيصا فاني أقول باختصار شديد بان أمريكا تريد منكم تفتيت بلدكم بأيديكم وتوزيعه أسلابا بين دويلات صغيرة ومتناحرة وغبر قادرة على الحياة اوالاستمرار او أن تواجهوا مصيركم قصعا بالرماح وذبحا بالسكاكين ...أليس الذئب خلف أبوابكم ؟؟؟
وأخيرا هل تستطيعون أيها السادة عربا وكردا سنة وشيعة أن تضعوا أيديكم بأيدي بعض وتطردوا الذئب وصاحبه من ديارنا وحينذاك ستجدون أنفسكم قد وضعتم أقدامكم على الطريق الصحيح لأول مرة منذ عام 2003 وسوف تجدون أن العالم كله سيركع لإرادتكم بهيبة وإجلال فهل سيحدث ذلك ؟؟؟ليس ذلك على الله بعسير
إن من أهم سمات القائد الفاشل أن يلجا إلى تعبئة معيته عبر شعارات رنانة وصخب إعلامي حول أهداف بعرف هو قبل غيرة باستحالة تحقيقها معتقدا بان تحشيد الجماهير حوله حتى وان كان ذلك عن طريق الخداع سيضمن له البقاء على كرسيه إلى ما شاء الله من الزمن ...
إن إقدام القيادات الكردية على إثارة هذا الكم الهائل من الصراخ الداعي لإقامة الدولة الكردية المستقلة بحدودها الجديدة يندرج في هذا الإطار ,,,إن العراق من الناحية الموضوعية غير قابل للقسمة التي تضمن ظهور دول مستقرة وآمنة وقابلة للبقاء جغرافيا وتاريخيا ,,ان ما يراد لهذا البلد مما يدور اليوم فيه هو تحويله إلى دولة فاشلة كالصومال وليبيا واليمن ..ولو قدر لكردستان العراق الاستقلال التام عن العراق فان إرادة تلك الدويلة الكارتونية الوليدة ستكون أسيرة بيد تركيا وإيران وهما قادرتان على إزالتها من الوجود متى اتفقتا على ذلك وحينذاك سيحن الأكراد إلى ساعة واحدة يكونون فيها في حضن أمهم (العراق )ولكن بعد فوات الأوان بالنسبة لقادة الكرد على الأقل ..
مقالات اخرى للكاتب