إن جميع الأمم تستفيد من دراسة تاريخها من اجل صناعة الحياة والانطلاق الى بناء المستقبل مستفيدة من أخطائها باستثناء العرب بشكل عام والعراقيين يشكل خاص فقد قذفهم تاريخهم في مستنقع لا يستطيعون الخروج منه ...ولو تجرد العربي من عصبيته القبلية الملازمة له منذ (داحس والغبراء ) وتجرد أيضا من نظرة التقديس والانبهار أمام كل ما هو ماضي ودرس أحداث التاريخ الكبرى بتجرد وبروح العالم الناقد والمتمحص لوجد أن ذلك التاريخ لا يزخر إلا بحسن استخدام العرب للسيف والتفاخر بقتل بعضهم بعضا بشراسة اقلها قطع الرؤوس وكذلك فعلوا مع الأمم المحاورة لدولتهم حتى امتدت ( أملاكهم) إلى حدود الصين ..فهل يكفي ذلك أمام تلك المخازي التي يعج بها سجلهم والذي اشر بوضوح تكالبهم على الكراسي واستعدادهم لذبح شعوبهم بأسرها إذا تعارضت من قريب او بعيد مع وجودهم على تلك الكراسي ؟.ان الحاكم العربي يتميز عن جميع حكام الأرض بوجود حاشية عريضة تحيط به ويمولها من المال العام مهمتها التطبيل لولي نعمتها وافتراس من يفكر بالاقتراب من أسوار حديقته .الم يقتل الحسين ع بأبشع الطرق بعد ثلاثين عاما من وفاة جده تحت لافتة وحدة الأمة.....الم يخترعوا حديثا نبويا يشرع لذلك العمل الشنيع فقالوا (من أراد ان يفرق شمل هذه الأمة فاقتلوه بالسيف كائنا من يكون )..وهكذا قتل الحسين في نظرهم بسيف جده ...
إن التاريخ هو من أنتج الطائفية المقيتة التي غزت البلاد والعباد ..إن التاريخ هو من أنتج داعش ...ان التاريخ هو من أنتج قادسية صدام ..ان التاريخ هو من فتح الأبواب على مصراعيها لهذه الدولة او تلك من دول الإقليم لكي تستبيح بلداننا تحت لافتة حماية هذا المكون الذي أنتجه التاريخ او ذاك ...إن التاريخ هو من أنتج هذه التجربة المشوهة في حكم العراق الجريح ..إن التاريخ هو من جعل ليبيا وسوريا وتونس دولا فاشلة ..ان التاريخ هو من هدد مصر في وجودها لولا الروح الوطنية التي يتمتع بها الجيش المصري ...ويطول مسلسل (إن التاريخ )..
لماذا علي أن احترم عنترة بن شداد أكثر من والدي؟ وهو جلف من أجلاف الصحراء لم ير جسده الماء في حياته ورائحة البداوة تفوح منه حيث حل او ارتحل ...ولماذا علي أن انظر إلى عقل معاوية الذي يقدسه أكثر من مليار مسلم على انه أرجح من عقلي؟؟ وهو في الواقع لا يحسن غير المكر والأكل والجنس ...ولماذا علي ان اقتل جاري لان جده قاتل جدي في معركة النهروان او صفين؟؟...ولماذا علي أن اشتم رموز صاحبي لأنه شتم رمزي بينما كلانا لا نكاد نعرف شيئا عن رموزنا؟ ...لماذا نذوب شوقا إلى عصور العبيد والجواري وسبي الذراري ؟...لماذا علي ان أطيع البخاري او مسلم او غيره ولا أطيع حيدر العبادي او سليم الجبوري مع أني لست من دعاة طاعتهما ؟؟ومن منا يعرف شيئا عن نوايا هؤلاء او غيرهم ممن ملؤوا عقولنا فرقة واختلافا ؟؟ ولماذا لا نرفع عنهم غطاء القدسية ثم ندرسهم دراسة نقدية فاذا تأكدنا من صوابهم ازددنا بهم إيمانا واذا وجدنا أنهم تآمروا علينا وعلى ديننا ووحدتنا مدفوعين من جهات مغرضة ابتعدنا عنهم وعدنا إلى صوابنا ؟؟؟ ولماذا علي أن أتواطأ مع الماضي من اجل ابادة الحاضر والمستقبل ؟؟ان تاريخنا مليء بالغبارفاما ان نعيد كتابته وإما أن نواجه مصيرنا المحتوم بشجاعة القعقاع وعمر بن ود العامري والزبير وطلحة والى آخر قائمة أجدادنا الشجعان ...ان الانقراض في طريقه إلينا فهل سننتبه؟...
مقالات اخرى للكاتب