اسدل الفكر السياسي الغربي في اوربا والولايات المتحده الامريكيه وكندا الستار على طبيعة نظام الحكم لديهم حيث استقر نظام الحكم لديهم على النمط الديمقراطي حيث الانتخابات الدوريه والتداول السلس للسلطه بدون اية حساسيه تذكر في ذلك ولا سيما عندما اجمعوا على فصل الدين عن السياسه وابعاد الكنيسه عن دائرة اتخاذ القراروتحديد مصائر شعوبهم ولا سيما عندما كانت تدخلات الكنيسه تؤدي الى حدوث كوارث فضيعه من خلال التحريض المستمر على شن الحروب المتواليه والدفع بملايين الناس الى آتون الحروب المستعره كالحروب الصليبيه التي استمرت لقرون متتابعه وابتلعت ملايين الضحايا .....
واليوم نرى بام اعيننا كيف ان الشعوب الاوربيه والامريكيه تختار زعمائها لفترات تحددها دساتيرها الدائمه على اساس من يقدم الافضل والامثل لشعبه خلال فترة مكوثه في السلطه ..
اما في الشرق ولا سيما الشرق الاسلامي حصرا لان الشرق الادنى حذا حذو امريكا واوربا في اختيار انظمة الحكم ولا سيما اليابان والصين وكوريا الجنوبيه وماليزيا وبقية دول جنوب شرق اسيا الاخرى... فالشرق الاسلامي لم يتبلور لديه الى يومنا هذا نظام حكم رصين يضمن انسانية الانسان فيه لان الشرق الاسلامي اسير انظمة حكم مشوهه ومحرفه تحريفا دقيقا يجعل الانسان عبدا للحاكم واسيرا لنزواته وجبروته لان نظام الحكم في الاسلام هو نظام الهي يدير دفته حاكم عالم معصوم بعد النبي واذا غاب المعصوم يتولى العالم المهمه لحين قدوم المعصوم ,,, هذا ما يؤمن به الفكر الاسلامي الشيعي الامامي الاثنى عشري ,, واما الغالبية العظمى من المسلمين في الشرق الاسلامي المعتنقين للمذاهب السنية الاربعه(الحنفيفه والمالكيه والشافعيه والحنبليه) فلم يشترطوا للحاكم ان يكون معصوما وانما اشترطوا ان يكون عربيا قرشيا وذهبوا لابعد من ذلك يمكن للحاكم ان يكون مسلما من اية قوميه اخرى (اعجميا) كاْن يكون تركيا او مملوكا او بويهيا او سلجوقيا الخ ....
ان هذا التشرذم الحاصل في اختيار الحاكم ونظام الحكم في الشرق ناتج من فهم خاطئ للنظام السياسي ونظام الحكم حيث يعتبر الحاكم المسلم نفسه خليفة الله في ارضه وله مطلق الحق في التصرف بالحرث والنسل والاموال والفروج ومن هذا المنطلق يضفى على الحاكم المسلم طابعا من القداسه المزيفه والتي من خلالها يطغى الحاكم ويتمادى في طغيانه الى الحد الذي يتمسك بكرسي الحكم حتى النفس الاخير ولا يحجزه عنه الا الموت حتى وان اصيب بالزهايمر خلال فترة حكمه كما حصل مع الرئيس التونسي الحبيب بورقيبه ولبعض ملوك السعوديه والرئيس الجزائري الحالي عبد العزيز بوتوفليقه....
فنظام الحكم السائد في الشرق الاسلامي اما نظام وراثي مدى الحياة يتوارث فيه الحكم الاباء فالابناء فالاحفاد الى ما شاء الله من الزمان سواء كان ظاهر الحكم ملكيا كما في السعوديه والمغرب والاردن او كان جمهوريا كما في سوريا الخ ...اذن يمكن القول ان أي نظام ديمقراطي يصدر الى الشرق الاسلامي سيواجه بمقاومه شرسه ودمويه كما هو الحاصل الان في العراق حيث يتعرض منذ قيامه في 2003م والى يومنا هذا الى موجات وهجمات شرسه متواليه وتحت مسميات متباينه من القاعده الى داعش الى التحالف الاسلامي (السعودي) بعد داعش الى .... الى..... الى...... كل ذلك من اجل اجهاض تلك التجربه الفتيه والصعبه في قلب الشرق الاسلامي(العراق)ومنعه من رؤية النور والوقوف على قدميه خوفا من تمدد هذه التجربه شرقا وغربا وجنوبا حيث تتهاوى عروش وكراسي واحده تلو الاخرى وتحل محلها انظمه ديمقراطيه يتم فيها تدوال السلطه بسلاسه ويسر وتتحول السلطات من حاكم طاغيه الى خادم لشعوبها .... والى ان يتم تصحيح هذا الخطاْ الجسيم في نظام الحكم في الشرق الاسلامي ستجري انهارا وانهارا من الدماء وتهشم ملايين الجماجم تحت سنابك خيول الطغاة الى ان يرث الله الارض ومن عليها
مقالات اخرى للكاتب