على امتداد التاريخ الانساني حصلت مواجهات بين قوى الحق وقوى الباطل استخدمت فيها قوى الباطل اسلحة قوى الحق لتضليل الراْي العام لتمرير مخططاتهم المبيته تحقيقا لاهداف غير مشروعه على حساب قوى الحق والعداله والانصاف .... ولو تصفحنا صفحات من الكتاب المجيد في الصراع الدائر بين قوى الحق المتثمله بالرسولين موسى وهارون في مواجهة طغيان فرعون ومخططاته الجهنميه وكيف ان قوى الباطل تسخر كل امكاناتها من اجل دحر قوى الحق وسحقها ولكن في نهاية الامر تكون الغلبه لقوى الحق حتى ولو يظهر للعيان في المشاهد الاولى بان النصر لقوى الباطل والضلال .....
كما اننا لو تصفحنا صفحات التاريخ القريب الذي سجل لنا في طياته لعبة معاويه في رفع المصاحف في حربه في صفين ضد علي ابن ابي طالب وكيف انه استطاع من خلال هذه اللعبه تحويل مسار النصر العسكري لجيش علي في المعركه لصالحه من خلال امتصاص الزخم العسكري والنصر الذي بات قاب قوسين او ادنى لصالح مخططاته المريبه والضلاليه..وايقاع الفرقه والشقاق في جيش علي ....
اما الان فهناك معركه من نمط خاص تدور على الساحه العلميه العراقيه بين جيش وزير التعليم العالي والبحث العلمي (د. حسين الشهرستاني) وبين جيش الطلبة المتفوقين في الامتحان الوزاري للسادس العلمي للعام الدراسي (2014_2015) والذين يتهيئون للدخول في كليات المجموعه الطبيه (طب عام , طب اسنان , صيدله) ... هذه المعركه خاسره مقدما بالنسبه لجيش الطلبه النخبه لان المصاحف التي ينوي جيش الشهرستاني رفعها لايستطيع احد من جيش الطلبه النخبه من فك طلاسمها ورموزها لا لان اولادنا الطلبه اغبياء او عاجزين وانما حاله مجحفه ومفروضه على طلبتنا بحجة مسايرة التطورات العلميه العالميه في ظل الظروف القاصمه للظهر التي يمر بها وطننا المبتلى كل ذلك لتحقيق هدف مبيت وهو التمهيد لخصخصة التعليم العالي وتحويله من مجاني الى خاص من خلال ايجاد مايسمى بالدراسه الموازيه للتعليم المجاني والتي تثقل كاهل المواطن العراقي المثقل مسبقا بالهموم والاحزان والمشاكل التي لاتعد ولا تحصى ....
ان هذه المعركه قد خطط لها الشهرستاني لتحويل التعليم العالي الى قطاع خاص وتوجيه ضربه قاصمه لآ لاف العوائل التي لاتستطيع تحمل الاعباء الماليه المجهده لاكمال الدراسه وبذلك يسد اخر باب من ابواب الامل امام فقراء البلد لتحقيق حلم ابناءهم في مستقبل مشرق ..
ولو نظرنا الى المشروع من الفه الى يائه نجده يصب في هذا الاتجاه المدمر لهذا الصرح العلمي العالي ويجعله حكرا على الاغنياء فقط الذين بامكانهم شراء كل شئ حتى تعب ومعاناة
الفقراء وجهدهم ومثابرة ابناءهم لصالح ابناءهم المدللين .... لذا اتوجه الى كل قوى الخير والعدل والانصاف في العراق بالوقوف العاجل بوجه هذا التوجه الذي هو بمثابة حق يراد منه باطل ... وانا على يقين تام بان العراقيين النجباء اذكى مليون مره من هذه المخططات التي تعمل على تدمير امال الفقراء والمعدمين الذين حققوا بجهودهم وصبرهم واجتهادهم معدلات عاليه والان يريد حضرة صاحب الجلاله (وزير التعليم العالي) بان يضع كل تلك الامال والطموحات في نعش مخططه المريب ويدفنه الى الابد .... وانا على يقين تام بان الله الذي افشل مكر فرعون وكيده ومحاولات سحرته لقادر على افشال كيد صاحب الجلاله وحاشيته الذين يرومون مصادرة امال وطموحات اولادنا والله على كل شئ قدير واخيرا نفوض امرنا الى الله الذي هو بالمرصاد لكل من اراد بنا سوءا وكيدا ....
مقالات اخرى للكاتب