اذا تتبعنا الوجود الانساني على الارض منذ ابينا آدم الى يوم الوقت المعلوم نرى وبكل حسره كيف داْبت القوى المضاده للاصلاح وعلى مر الدهور من افراغ الرسالات السماويه من محتواها الاصيل وتوجيهها بما يخدم مصالحهم الضيقه وشهواتهم في التحكم والسيطره ... ولم يقتصر هذا التوجه على الرسالات السماويه وحدها بل تعدت الى الاصلاحات الوضعيه الانسانيه التي اعتمدت على افكار اناس مصلحين لاصلة لهم برسالات السماء لا من قريب ولا من بعيد ايضا ...
فلو امعنا ودققنا وتتبعنا مسيرة الثورات الراديكاليه التي نشبت في بقاع الارض المختلفه والبيئات الانسانيه المتعدده لوجدنا شيئا مثيرا ومحزنا في نفس الوقت الا وهو ما ان يرحل قائد ثوره او مصلح ما الا وتكالبت بعده قوى ثوره مضاده من اتباعه او المحسوبين عليه ليبددوا ما قام بانجازه خلال مسيره حافله بالتضحيات او بتحييدها عن مسارها المرسوم اساسا....
فعلى سبيل المثال قامت عصابة الاربعه بعد وفاة الزعيم الصيني ماو تسي تونغ بمحاوله يائسه لتحييد الثوره الصينيه عن مسارها الاصلاحي لو تدارك التلامذه الاصلاء من اتباع الرئيس ماو بانقاذ البلاد من تلك المؤامره.... وفي الاتحاد السوفيتي السابق تمكن كورباتشوف اخر رئيس لتلك الدوله بتفكيك الاتحاد السوفيتي وانهاء الحكم الشيوعي الذي امتد ما يقرب اكثر من سبعة عقود ...
ولنعود مره اخرى الى الرسالات السماويه الثلاثه الاساسيه الا وهي وفق التسلسل الزمني لها كالاآتي:
*رسالة موسى وهارون الى بني اسرائيل والمتمثل تراثها بالتوراة.
** رسالة عيسى ابن مريم الى بني اسرائيل ايضا والمتمثل تراثها بالانجيل .
*** رسالة محمد ابن عبدالله الى العالم اجمع والمتمثل تراثها بالقران.
تعرضت الرسالتين المذكورتين المتتالتين اعلاه بطريقه او باخرى الى الاجهاض من خلال عمليات التحريف التي طالت تراثيهما ... اما الرساله الثالثه والخاتمه والمتمثل تراثها بالقرآن والتي تعهد الله بحفظه من التحريف فانها هي الاخرى لم تسلم من عبث اصحاب المصالح من طلاب السلطه والذين تمكنوا منها من خلال ايجاد جيش من المفسرين لتاْ ويل النصوص المقدسه خدمة لمصالحها وضمانا لبقاءهم في السلطه لاطول فتره ممكنه وبذلك تم لهم ما ارادوا من خلال افراغ الرساله المحمديه من محتواها الاصيل وما نراه اليوم من تردي ما هو الا نتاج واضح لعملية افراغ الرسالة من محتواها الالهي الاصيل ...
لذا علينا ان لانستغرب ما يحصل لنا اليوم من انكسارات متتاليه واحده تلو الاخرى ولا سيما اننا نعلم بان خطين متوازيين من القوى على الارض تتحكم بنا وهما الخط الاصلاحي الالهي والخط التدميري الشيطاني وهما خطان متصارعان على امتداد العصور حتى يوم الوقت المعلوم الذي ياْذن به الله لاتمام الاصلاح النهائي والاخير بالانتصار النهائي على قوى الشر والى الابد وما ذلك على الله ببعيد (والله متم نوره ولو كره الكافرون) (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الارض يرثها عبادي الصالحون)
وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين....
مقالات اخرى للكاتب