عند نهاية كل عام تشرئب اعناق عباد الله من السواد الاعظم يراقبون كل مساء امام الفضائيات اخبار اقرار (العروسة الحلوة الحبابة)!!الميزانية العامة تاركين مسلسلات (العشق الاسود ومراد علمادر وساحرة الجنوب وزهرة القصر وبرنامج ذي فويس والشيف سرمرد وما يقدمه من اكلات) وهم يتابعون ما وصلت اليه احوال الميزانية العامة التي تشغل الفئات التي غدت تعيش تحت خطوط الفقر منذ اثني عشر عاما من المتقاعدين والارامل والعاطلين لعل في طلعتها بابا للفرج الذي طال انتظاره خاصة بعد ان وصل الامر حراجة من ان الاوضاع الاقتصادية التقشفية ربما تعصف بجزء من رواتب الموظفين للمرحلة المقبلة خاصة ان الموازنة بيان تقديري تفصيلي معتمد يحتوي على الإيرادات العامة التي يتوقع أن تحصلها الدولة، والنفقات العامة التي يلزم إنفاقها خلال سنة مالية مقبلة فهي تعد بمثابة البرنامج المالي للخطة عن سنة مالية ستأتي من أجل تحقيق أهداف محددة في إطار الخطة العامة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية للدول ولا تستقيم الموازنة إلا متى ما تساوى المجموع العام للإيرادات مع القيمة الإجمالية للنفقات المرصودة في بنودها وتسعى الدول للتغلب على العجز في موازنتها بطرق عدة منها تغطية العجز من الاحتياطي العام للدولة ، أو عن طريق فرض الرسوم أو الضرائب، أو الاقتراض ..لهذا الجميع ينتظر كيف ستكون اوضاعه المعيشية – الفقراء طبعا وليس الميسورين – لعام مقبل وكما يقول الفنان عادل امام (ياسود يابيض مفيش لون رمادي )وما ان عرضت القنوات الفضائية جانبا من لقاء عدد من الوزراء المعنيين عن تحديد شكل وصورة الموازنة لعام 2016 عند استضافتهم في البرلمان اعلن وزير المالية ان الموازنة ستكون طارئة ليست فيها (بحبوحة)!! يعني طارئة اي على قدر بيع النفط فقط يعني (اسود)!!مع ان العراقيين لم يعيشوا في( بحبوحة) منذ اثني عشر عاما عجافا .. ويرى المتابعون للمشهد السياسي والاقتصادي أن ذلك يعني غياب تخصيصات جديدة لمشاريع من شأنها ان تستمر الاوضاع على ماهي عليها ومتوقعين الاسوأ اقتصاديا فلا متقاعد أو ارملة حصلوا على (بحبوحة)!!في رواتبهم ولا أنخفضت نسبة العاطلين من الشباب ولا كهرباء وطنية تكفي ولاحصة تموينية تشبع الناس ولاخدمات بلدية وصحية مع نزوح مئات الالاف عن مدنهم بسبب تهديدات داعش وسيطرتها على بعض المدن وطرد سكانها تحت التهديد هي تساؤلات كانت على ألسنة العراقيين وهم يتابعون الفضائيات عن خطوات اقرار الميزانية وازاء ذلك في الجانب الاخرى صور لاوضاع الميسورين من الرسميين والبرلمانيين في الاسراف والبذخ من الطعام والشراب في مادب فنادق الخمس نجوم وبعضهم سرق اموال الدولة بالمليارات جهارا نهارا دون حتى ان يقدم للقضاء لاسترداد تلك الاموال مع بقاء رواتبهم عالية دون اي تخفيض !! وهل في العمر بقية لانتظار عشرات السنوات الاخرى لنرى (بصيص امل) ومتى اذن نتبحبح ؟؟ وعلق احد البغداديين على الموضوع بقوله (يمكن حتى بالاخر تظل البطاقة التموينية وي العراقيين نستلم طحين او شكر او تمن تايلندي او ننحرم من انهار العسل وثمار الجنة والحور العين).!! هي ارهاصات ترجمت الى رد فعل عملي في التظاهرات التي تملأ شوارع بغداد والمحافظات تطالب بالخدمات والاصلاحات ومحاسبة المفسدين واحاتهم الى القضاء واسترداد تلك المليارات من الدولارات من اموال النفط منذ عشر سنوات عندما وصل سعر البرميل الى 120 دولارا لو اسغلت بشكل صحيح في مجال التخطيط الاقتصادي بدلا من اللجوء الان الى الاقتراض من صندوق النقد الدولي وبشروط صارمة وغيرها وهم وحسب وصف المحللين للمشهد العراقي سياسيو الصدفة وصلوا إلى السلطة التنفيذية والتشريعية وبدأوا يبحثون عن الثروة والسلطة ولو استثمرت تلك المليارات في المشاريع والبنى التحية دون سرقتها لكان العراقيون الان فعلا يعيشون في (بحابيح) والدنيا ربيع او (بمبي). وليس ان كذا مليون الان منهم لاجئون في الشتات الاوربي وبقدرهم نازحون مهجرون داخل الوطن.. السؤال كم من الاعوام ننتظر لـ(نتبحبح )؟ افتونا يرحمكم الله ؟
مقالات اخرى للكاتب