سَكبْتَ الذكرياتَ على هَواها
وألقيتَ الزمانَ على رُباها
أعَدْتَ لنا صِبانا حِينَ كنّا
نُسابقُ لحظةً وَهبتْ شذاها
وأوْلعْتَ المشاعرَ فاسْتقادتْ
تُقلّبها على سُجُرٍ يَداها
فمِنْ وَطنٍ يُبادلنا اشْتياقا
إلى دولٍ تُداولنا رُؤاها
وتأخذنا لمَهْجرنا حَيارى
وتجْمعنا إذا شاءتْ سُعاها
رأيتكَ بعدَ عُمْرٍ واعْتمارٍ
فتاهَ الفكرُ أوْ وَردَ المَتاها
تداعى الإسمُ والرَسمُ المُعنّى
بذاكرةٍ يُنازعُها نُهاها
ويوقظها منَ النسيانِ هَمْسٌ
يُعالجها , يُزعزعُ مُحْتواها
فبعْدَ كلامِنا غِبنا بصَمْتٍ
يُسائلُ لحظةً عمّا اعْتراها
فعُدْنا نحوَ أيامٍ خَوالٍ
بمدرسةٍ هيَ الأولى فِداها
تعلّمْنا بساحَتها ودُمْنا
نطاردُ حالةً وَضعتْ سَداها
أساتذةٌ منَ التأريخِ جاؤوا
بأخْلاقٍ تؤازِرها عُلاها
فكنّا صُنوَ باقاتِ انْطلاقٍ
يُواعِدها بأحلامٍ مُناها
بِنا الْطاقاتُ واعدةٌ بشأنٍ
تُحشّدها بأعماقٍ قِواها
مَشينا في حَواضِرها سُكارى
بأفكارٍ يُجدّدها صِباها
تُفرّقُنا الحوادثُ ما اسْتطاعَتْ
وتجْمَعنا النوائبُ في حِماها
أ حازمُ كيفَ دارتْ واسْتدارتْ
وما هَدأتْ وما تعِبَتْ رَحاها؟
فأرْدَتنا بواقعةٍ وأخرى
تُمزّقنا وتأسِرُنا دُماها
تهاوى في مَواجعها "صَفاءٌ"
وأصْفيةٌ وما انْطفأتْ جُذاها
"دَبَليو" هلْ , مِنَ الْمَحمودِ جاءتْ
تنبّهُ ماجدا غَفِلَ انْتباها؟
فيَحْسِبُها مِنْ العُدوانِ هَبّتْ
شتيمَةُ مازحٍ جازتْ خُطاها
طريْفةُ جيلها حُفِظتْ ودامَتْ
تخبّرنا بما فَعلتْ ألاها
أ عاشوا العمرَ في وَدَعِ اقْترابٍ
وقدْ عِشنا يُفرّقنا نَواها
تُداولنا السنونُ كما أرادتْ
ويَجْرفنا بأنهارٍ رَداها
أ هذا الجيلُ مُرْتهنٌ بجيلٍ
فأوْردهٌ عَقابيلا وآها؟!
مَساوئ ذاتِها في ذاتِ جَمْعٍ
تُسخّرها وتُعْلمُها اتّجاها
وإنْ هَجَعَتْ شعوبٌ اسْتخارتْ
وأوْهتها النّواكبُ في حِماها
هيَ الأيامُ تجْمَعُنا وتأبى
شتاتَ وجودِنا مهما تداهى
تَلاقينا بشارقةٍ أجادتْ
بمعْرضها فأهْدتنا رَجاها
ألا فعلتْ بنا الأيّامُ فِعْلا
يُبعثرنا فهلْ قتلتْ أباها؟
وكمْ أممٍ تداعتْ واسْتهانتْ
إذا اسْتدْعَتْ إلى عَونٍ عِداها
فمَنْ طلبَ الأعاديَ مُسْتجيرا
أصابتهُ النوازلُ أوْ دَعاها
كذا الأعوامُ تكتبنا بماءٍ
ويَهْدُرنا على رَملٍ حَصاها
وتَحْشُدنا بذاكرةٍ تناءتْ
فتوْهِمُنا وما حَضرتْ أناها
ستأخذُنا إلى بَدءٍ بَعيدٍ
ليقضِمُنا بأسنانٍ ثراها
هيَ الأجيالُ تيارُ انْدفاقٍ
وأمواجٌ إذا ظهرتْ مَحاها
ومَنْ رَكِبَ الزمانَ بلا مَتاعٍ
بخائبةٍ وساجرةٍ تماهى
مساوؤها من التغفيل جاءتْ
وكلّ عقيدةٍ فضَحّتْ شَراها!!
فهلْ سُرّتْ بنا ورَعتْ سرورا
مَدينةُ مَولدٍ فقدتْ ضُحاها؟!!
* مهداة إلى الأخ حازم محمود عرب