وإنّ الرسمَ مِنْ وجَعٍ يُغذى!!
بديعُ الفن يا روحَ الخيالِ
ومنطلقاً لواهبةِ الجمالِ
ومبتدءً لرائعةٍ وأخرى
توافينا بمعسولِ ابْتهال
يعيشُ الحبّ في فنٍّ ورسمٍ
ويَحدونا لعاليةِ المَنالِ
حبيبُ اللونِ في صُوَرٍ حياةٌ
وعنوانٌ لأمواجِ السؤالِ
كأنّ اللوحَ سلطانُ ابْتداعٍ
وإنّ الحبّ مرتبةُ الكمالِ
وإنّ وجودَنا رهنٌ بلونٍ
يُطالعنا بأعماقِ انفعالِ
وإنّ الرسمَ من وَجعٍ يُغذّى
وعطرَ الروحِ يبدو كالظلال
ألا رَسَمتْ بأيّامي جميلا
وكمْ جلبتْ أزاهيرَ المَقال
أتابعها بألحاظٍ وقلبٍ
وكمْ أخشى مواجيعَ انفصالِ
وإنْ ذهبتْ وإنْ غابتْ كأنّي
أعالجُ نوبةً ذاتَ اتْصالِ
أعيشُ برسْمِها والروحُ حَيْرى
بدائعها كأطواقِ انتشالِ
إذا نظرتْ إلى لوحٍ بعَيْنٍ
أرى دفقا بشلالِ ارْتحالِ
فلوْح وجودِنا ألوانُ طيفٍ
وقد مُزجتْ بطاقاتِ امْتثال
أرى رُسما لإبداعٍ تُليدٍ
وأفكارا بآفاق احْتمال
ومَنْ جَعلَ الحياة بلا دموعٍ
يُخاطبنا بآياتِ اعْتزال
سَمِعْتُ نداءَها والقلبُ يهفو
لعاشقةٍ بتيارٍ اقتبالِ
فكوني فوقَ أحلامي وظني
بعاليةٍ سُهاها كالمُحال
أمنّي النفسَ مِنْ وَلهٍ وتوقٍ
وروحي لا تمنّيني بحالي
أحبّ حفيفها في نارِ وَجْدي
أذكّيها بجمْراتِ اشتعالي
حَبيبة نجمةٍ ذات اتقادٍ
معتّقةٍ بخافيةِ انتهالِ