الأخ العزيز فلاح شنشل رئيس هيئة المسائلة والعدالة المحترم
تحية طيبة
إسمح لي أن أكتب اليك مباشرة دون مقدمات، او ديباجات معتادة في المخاطبات الرسمية، وإسمح لي أيضاً أن أخاطبك بكل صراحة، وأشكو لك ما في صدري من حيرة وقلق دون حرج مني، أو تردد..!! وأعتقد أن لي الحق في ذلك، فأنا صحفي أولاً، وهذا يعني إني أحد (رجال) السلطة الرابعة الديمقراطية الذين يحق لهم ما لايحق لغيرهم. ولأنك رجل مسؤول في دولة العراق الجديد، والمرشح أيضاً عن تيار سياسي وجهادي نكنُّ له احتراماً وتقديراً. فضلاً عن أنك مُنتخب من قبل مجلس النواب، الذي هو بالضرورة مجلس الشعب، وهذا يعني إني ساهمتُ بإيصالك لهذا المنصب بشكل غير مباشر، عبر صوتي الذي اعطيته لمجلس النواب في الأنتخابات النيابية السابقة. ناهيك عن إننا من مدينة واحدة، لا يختلف اثنان على معاناتها وحرمانها، وفجيعتها على يد نظام البعث. ولأن هذه المدينة التي تجرعت كؤوس المُّر على يد البعثيين، تستحق منا الذكر، والوفاء أيضاً. اضافة الى إننا من عائلتين مُضحِّيتين، وحسبي أنك سمعت بشقيقي الشهيد البطل خيون حسون الدراجي الذي كان واحداً من أشهر الرجال المعارضين في مدينة الثورة - مدينة الصدر- والمعروفين بمواقفهم البطولية في مواجهة سلطة البعث الغاشمة. إذ أعدمه النظام الصدامي دون أن نعرف مكاناً له، أو نعثر على قبره حتى هذه اللحظة.
لقد اردت من كل هذا أن أقول لك في هذه الرسالة القصيرة يا أيها المجاهد الشجاع، ويا ابن المدينة المذبوحة بسكاكين الظلم، وابن الطبقة المقهورة بظلم البعث منذ أن ظهر هذا الحزب في أول خمسينات القرن الماضي حتى هذه الساعة. أقول لك: أن البعثيين الملطخة أيديهم بدماء اخوتنا، والملطخة أردانهم بأحبار تقاريرهم الحزبية اللئيمة التي كانت السبب في ارسال أولادنا الى أعواد المشانق، أو الى مقابر النسيان الجماعية، والذين ظلوا على ديدنهم الإجرامي الدموي دون أن يغيرَّوه حتى هذه اللحظة، بدليل أنهم أقاموا اليوم تحالفاً إرهابياً واسعاً مع احقر رموز القتل والتخلف في العالم، لا من شيء إلاَّ من أجل ذبح أهلنا العراقيين، وهل هناك أحقر من العصابات الوهابية، ومطايا القاعدة على هذا الكوكب؟
وأظنك اليوم ياسيدي تراهم ماذا يفعلون بزوار أبي عبد الله عليه السلام، وترى جرائمهم الوسخة؟!
إنهم يريدون إنجاح الذي فشل به صدام من قبل، حين أراد منع الزوار من الوصول الى (كعبة)عشقهم في كربلاء بشتى الوسائل والأسباب الخسيسة. وترى كذلك مايقومون به من ممارسات وأعمال خبيثة في وزارات ودوائر الدولة، سواء أكان البعثيون فيها وزراء أم موظفين صغاراً، كما ترى بعينك ماذا فعل نواب البعث في مجلس النواب خلال الدورات النيابية.. إذ أن جميع المشاريع التي تقدم للمواطن بعض العون، والفائدة، تجهض حالاً في هذا المجلس، بفضل مؤامرات البعث من خلف الستار، أو امام الستار والكاميرات احياناً. لذا فإن هؤلاء عندي أخطر من مرض السرطان. وما دام علاج السرطان صعب للمصابين به منذ فترة طويلة، لم يعد أمام الطبيب سوى (الحش) والإجتثاث، وبما أنك الطبيب الذي جاءت به الإقدار خلفاً قديراً ومقتدراً للشهيد البطل علي اللامي (صگار البعثية)، فما عليك إلاَّ أن تكمل ما بدأه الشهيد، فتجتث مابقي من البعثيين الذين يبغون العودة لقمة السلطة، ولمجلس النواب، فتمنع وصولهم الساعي (لتدمير العراق من بيت السلطة وليس من خارجه)! مهما كانت الصعوبات والضغوطات السياسية التي تعترضك، حتى لايعودوا مرة أخرى الى لعب نفس الدور الخبيث الذي لعبوه في الدورات النيابية السابقة. متمنياً عليك في نفس الوقت أن لا تخضع، أو تستجيب لأي توصية، أو قرار قد يبعدك عن أداء هذه المهمة المقدسة، وأيضاً أن لاتضطر للإستجابة لرغبة هذه الجهة، أو تلك، أو نتيجة لتحالف ما قد يقيمه البعثيون (تكتيكياً)، لاسيما وهم معروفون تأريخياً بمثل هذه التحالفات التكتيكية، والإصطفافات المرحلية الإنتهازية. وإحذر سيدي الكريم من الخلافات الجانبية مع أخوتك، فهي والله مدمرة لنا جميعاً. راجياً أن تتذكر أنكم جميعاً في مرمى واحد من فوهة البعث الفاشي.
إن بيديك الآن قوائم المرشحين للإنتخابات النيابية القادمة، وفيها حتماً يوجد الكثير من أسماء رجالات البعث. وبما أن هيئتكم الموقرة هي الفلتر الموثوق الذي يمكن أن نعتمد عليه وطنياً وأخلاقياً في منع عبور الحشرات السامة الى حقول الخير والجمال العراقي. وبما أنك رئيس هذه الهيئة، فرجاء لا تدعهم يعبرون هذه المرة، لأنك ستكون مسؤولاً امام ضميرك، وأمام عوائل ضحايا البعث، وأمام ربك الذي لا يفلت من حسابه أحد..
سنتابعك أيها الأخ الكريم بأمل كبير، وستنتظرك عوائل الشهداء، وكل العراقيين المكتوين بنار البعث برجاء وصبر جميل، وسنسجل لك جهدك الوطني، وجهد زملائك في هذه الهيئة الشجاعة، رغم ثقتنا بجدارتكم، ووطنيتكم، واخلاصكم، ونزاهة أيديكم، فهل ستفرحوننا، وتثلجون قلوبنا بإبعاد المرشحين البعثيين عن قوائم الإنتخاب؟
وليحفظكم الله، وينصركم على القوم الظالمين.
مقالات اخرى للكاتب