أعلن مجموعة من الوزراء في الحكومة العراقية ,من الذين ينتمون الى محافظة البصرة إنسحابهم من الحكومة العراقية , أي حكومة السيد نوري المالكي ؛احتجاجا على سوء الاوضاع الاجتماعية , وتردي الواقع الخدمي في المحافظة ,,,تلك هي أمنيتي ,,,التي تنقسم قسمين :- أولهما أنْ أرى وزيرًا في الحكومة العراقية من أهلِ البصرة ,وثانيهما :- أنْ أرى مسؤولا بصريًا ممن سكن في بغداد , يحتج على واقع الخدمات المقدمة لمدينة البصرة وأهلها الكرام ,,ولكن أمنياتي هذه صعبة المنال والتحقيق ,ربما على المدى المنظور على الاقل ؛ وذلك لان الحيف الذي لحق بالبصرة وأهلها على العقود الطويلة الماضية مازال مستمراً وأسبابه متوافرة...,كأنه كابوس جاثم على صدري لايغادرني بسهولة.....
سطور متواضعة بمناسبة الحديث عن التهميش ,التهميش مصلح من المبتكرات اللغوية البرلمانية الجديدة ...والتهميش تروج له بعض الاطراف المفروضة على واقع الساحة السياسية الحديثة في العراق..من خلال ترويجهم لمجموعة من الطروحات المزيفة ,بمساندة وسائل الاعلام المشبوهه ,التي مازالت تنوح و تبكي على نظام تهالك في قبره , ولن يعود....معتمدة على العويل والصراخ والنفس التحريضي الطائفي ......
البصرة من أهم مدن العراق من حيث التاريخ والجغرافيا, تبلغ مساحة المحافظة 19,070 كم²، بعدد سكان أكثر من ثلاث ملايين نسمة بحسب تقديرات 2010 ؛ولاتحتاج أهميتها إلى توضيح أو استدلال في سطور معينة ؛لانها حقيقة تاريخية أوضح من عين الشمس..فضلا عن كونها من أهم المصادر الطبيعية الرافدة لدخل العراق المالي ,بل أهمها على الاطلاق..حيث تنام وتصحو على ثروات في باطن الارض ,قلّ نظيرها في مدن العالم أجمعها...ومع ذلك التاريخ والجغرافيا والثروات ..فإنّ البصرة عانت من ويلات الانظمة المتعاقبة عليها , من خلال ظروف الحرب التي فرضت عليها في الثمانينات من القرن الماضي , وماتلى ذلك من احتلال العراق لدولة الكويت ,وماتبع ذلك من حرب ضروس ,دمرت الاخضر واليابس عام 1991م ,ومن ثم حرب عام 2003م ,حيث البصرة من جديد بوابة للحرب والدمار....ومن المنظور الثاني ,المعارضة البصرية الشعبية , لانظمة الاستبداد والتكبر ,المعارضة البصرية الوطنية ,اليسارية أو الاسلامية على حد سواء ,قدمت للعراق طوابيرا من الشهداء والثكلى واليتامى والفقراء ,وارتسمت عليها ملامح البؤس والحزن والفقر ؛ لانها كانت وعلى الدوام رافضة للظلم وأهله..ولاننسى دور البصرة في الانتفاضة الشعبانية المباركة.وتبعات ماحدث بعد ذلك.
فيما مضى عوقبت البصرة بأشكال عديدة وألوان مختلفة .. بنسبة تكاد تكون أكثر من أي مدينة أخرى في العراق ,البصرة التي عانت و { تعاني } حتى الساعة من تهميش كامل على مستوى الخدمات الاجتماعية وعلى مستوى البنى التحتية ؛ لاتؤمن بفكرة الاقليم ,لانها لاتؤمن بالانفصال عن العراق..!!!! البصرة والتي تفتقد للماء الصالح للشرب كبقية خلق الله في أرضه...تزود كل محافظات العراق وأقليمه بمليارات من الدولارات سنويا ..!!!
البصرة لاتمتلك وزيرا واحدا في الدولة ,وبالمقارنة من حيث التعداد السكاني ,تمتلك محافظة الانبار, وزارات الدفاع والتربية والمالية والصناعة والكهرباء ونائب رئيس الوزراء ............
البصرة الفيحاء ومن بعد أكثر من عشر سنين ..تحلم بنهر ماء حلو يبعد عنها أقل من 30 كيلو متر ؟؟؟؟ ..البصرة لاتحظى بمبادرة تدر عليها 4 مليارات دولار...
.البصرة والتهميش , موضوع يشغل بال السيد النجيفي رئيس البرلمان العراقي ليلا ونهارا !!! وقد جف ريق السيد صالح المطلك من النداء به !!! وشاب رأس السيد الشهرستاني من التفكير به , وتمنى أنْ تشكل لجنة لكي يرأسها ,اضافة الى لجانه المتعددة !!!مجلس الوزراء ورئيسه الموقر قاطعوا شرب المياه المعدنية حتى تشرب البصرة ما حلوا قبلهم ,أو يقوموا بصولة أخرى للفرسان !!! أما بقية السادة فقد هرموا من كثرة تفكيرهم بالبصرة,,,,,موضوع يصلح لجميع الازمان ولجميع الاكادميين حق تقديم أطروحاتهم العلمية في هذا الاختصاص , لذا من هو المهش في عراق مابعد 2003م وومالذي ينبغي فعله حين تشعر بأنك مهمش حقيقي في المجتمع ومن قبل الدولة, وإن غادرنا البصرة كمثال أنموذجي للتهميش الحقيقي ,فمعظم مدن الجنوب ثكلى بالتهميش وبالسيارات المفخخة وكواتم الصوت والعبوات الناسفة ,فلينظر المسؤول البرلماني المتبجح , من المهمش على أرض الرافدين أكثر من ابن البصرة ؟؟ومتى سيتسفيق الناس على هذا الواقع .
مقالات اخرى للكاتب