الأمم والشعوب تبيض وتحتضن بيوضها لتفقسها ما أخصبته فيها , ولكل أمة بيوضها وأمهاتها الحاضنات لها , والراعيات لفراخها الحضارية , ولا يمكن لأمة أن تكون حية إذا عُقِمَت أو (مَذَرَتْ) ( أي فسدت) بيوضها.
ويبدو أن بعض الأمم لا تبيض , أو أن ديوكها قد جُزِرت , أو أن بيوضها تؤخذ منها لتوضع تحت أمهات أخريات , أو أنها ترقد على بيوض غير ملقحة " بيضة ما بيها ديج".
وعندما تفقد الأمم الحية بيوضها ويحين وقت تفريخها , فأنها ترقد على ما يُشبه البيض , حتى تذهب عنها رغبة التفريخ وتعيد الكرة تباعا.
وبعض الأمم التي تحرم بيوضها من التخصيب , أو تؤخذ منها بيوضها المخصبة , يتم خداعها بوضع ما يحلو للآخر من بيوض لكي تفقس فتتعهدها بالرعاية , وكثيرا ما يوضع تحت الحمامة بيض دجاج , أو تحت الدجاج بيوض بط وغيرها من البيوض.
وفي عالم الأمم , البعض يضع بيوضا يأتي بها من الأجداث والغابرات ويوهم الأمة بأن عليها أن ترقد عليها , لكنها بيوض (ماذرة) (فاسدة) , وتبقى الأمة راقدة عليها , ولا نتيجة منها , رغم هزالها وقسوتها على نفسها على أمل أن يخرج من تحتها فراخ , وتضعف الأمة , وتخور قواها , وتصاب بالغثيان والتخبط في سرابات الفراخ المتراكضة خلفها والناشطة حولها.
وبعض الأمم التي لا تبيض تضطر للرقود على بيوض التأريخ التي لا تفقس أبدا , وإنما هي بيوض فارغة , لأنها فقست في حينها وترعرعت فراخها في مكانها وزمانها.
وأمم أخرى لا تبيض لكنها تعرف مهارات سرقة بيوض الأمم الأخرى لتحتضنها وترعى فراخها وتنميها لصالحها , وهذا ما تقوم به الأمم المتقدمة في الدنيا , حيث تستجلب أنواع البيوض والفراخ الفاقسة منها في بيئات أخرى , لتتعهدها بما يستظهر قدراتها ويطلق طاقاتها لتستثمرها لصالح قوتها وعزتها وتقدمها.
وأمتنا من الأمم التي تبيض في أعشاش غيرها , وترضى بما يوضع تحتها من بيوض لموجودات مناهضة للحياة , فترقد عليها وعندما تفقس تحسبها بيوضها , ويُلصق بها ما يظهر عليها ويبدو منها من علامات وتفاعلات وسلوكيات ذات تأثيرات سقيمة وأليمة.
والأمم التي لا تعرف بيوضها لن تتواصل وتتقوى وتكون , فالحمائم التي ترضى بالجلوس على بيوض الدجاج لن تحافظ على تواصل نوعها , وكذلك الدجاج الذي يرضى بالرقود على بيض طيور أخرى أو على ما يشبه البيوض.
ترى هل لنا أن نرقد على بيوضنا المعاصرة , ونأبى البيوض الفاسدة , أو التي تُدحَس تحت أجنحتنا , أو تُدَس في أعشاشنا , فتفقس ونتورط برعايتها وتحمل أخطارها؟!!
وهل أن الأمة راقدة على بيوض لا تفقس أبدا؟
مقالات اخرى للكاتب