تبث قناة المستقلة الفضائية هذه ألأيام برنامجا بعنوان" الرحلة العُمانية " على حلقات ممتعة في ربوع عمان التي لم أشاهدها الا على بطاقات بسيطة .
أليوم كانت الحلقة 28 في منطقة صحار من السلطنة حيث تقوم حركة بناء ميناء ضخم مكرس لاستيعاب السفن الناقلة العملاقة على أختلاف تخصصاتها . ويبلغ طول الميناء هذا 7كم وعرضه 3 كم .
في نفس صحار يجري بناء منطقة صناعية من ضمن مشاريعها الانتاجية مجمع البتروكيمياويات لانتاج اليوريا والـﭘولي اثيلين وحبيبات البلاستك ومنتجات اخرى .
والى جانب هذا المجمع يتواصل العمل على انشاء مصنع للمشتقات النفطية .
على مساحة أخرى من صحار تقع المنطقة الحرة بمساحة 50 كم مربع وقد خططت نسبة البناء فيها 50% من مساحتها . ومن مميزات المنطقة الحرة الاعفاء الضريبي التام وخدمات السلامة .
اضافة الى هذا يوجد ضمن التخطيط مطار وبناية كلية العلوم البحرية لتدريب الكوادر الوطنية .... وفندق ... بس شلون فندق!!!!
ولنا ان نتصور البنى التحتية لمثل هكذا مشاريع.
ليس هذا الكلام على الورق بل على واقع الارض بنسبة انجاز تقترب من الانتهاء .
لكن ما يجذب النظر هي تلك المساحات الخضراء الجميلة المطرزة بانواع الزهور التي رتبتها على الارض انامل خبيرة وعلى مستوى راق من الذوق .
كل هذا لم يدهشني لاننا في زمن بتنا فيه على اطلاع جيد بالحركة المعمارية العالمية لكن الذي ادهشني هو كلفة هذه المدينة الجديدة على ارض بكر بهذه المكونات العمرانية الضخمة وربما هناك مكونات اخرى لم يتسن تصويرها .
كل هذا بـ 18 مليار $ فقط وعن طريق الاستثمار .
للفائدة... ثمانية عشر مليار وليس مائة وثمانين مليار !
الملفت ان المضيف المهندس الشاب الذي كان مستوعبا لكل مشاريع صحار وبكل تفاصيلها والذي ايضا كان يتكلم بالعربية الفصحى المفهومة وبدون تلكؤء ، هذا الشاب لم يذكر على مدى نصف ساعة من الجولة أسم أي مسؤول حكومي ولا حتى السلطان .
النتيجة من هذه المشاهدات الواقعية ان المسؤولين العمانيون يحبون وطنهم وشعبهم .
مقالات اخرى للكاتب