أحتار في تسمية منطقتنا المتأرجحة وفقا لإرادات الآخرين , فتارة هي أوسطية , وما عرفت الوسطية في سلوكها , وأخرى جديدة , وما تعلمت أبسط مهارات وآليات المعاصرة والتجدد , وما يبدو أنها "أسقط" , لأنها ساقطة ستراتيجيا وحضاريا.
ومن الصعب أن تجد ما يتفق وأحوالنا , فالمنطقة بأسرها ,على مدى قرن شديد ينطبق عليها المثل العراقي المعروف " لا حضت بارجيلها ولا خذت سيد علي".
وفي واقع ما يجري , أن المنطقة عبارة عن عجينة يمكن تشكيلها وفقا للقالب المطلوب.
وكم تذكرت قول الأمهات لوصف البنت المخطوبة لأولادهن : " يمه إبنية مثل العجينة شلون ما تريدها تصير".
ويبدو أن منطقتنا يصح فيها تسمية "منطقة العجينة" , لأنها "شلون مايريدوها تصير"!
وهذا واضح ومتحقق في تفاعلاتها منذ بداية القرن الحادي والعشرين , وعلى مدى القرن الذي سبقه.
فعجينة وجودنا يتم تشكيلها وفقا لشهية الآخرين , من أصحاب القوالب الجاهزة , والتي نسميها خرائط , مؤامرات , تدخلات , إعتداءات وتوريطات وغيرها من ردود أفعال العجينة , على ما لا يحصى من القوالب المتأهبة للإنضغاط فيها.
ومن عجينة وجودنا يصنعون الكعكة , والكيك والصمون والخبز وأنواع أخرى كثيرة ولذيذة من المعجنات , التي يأكلونها على موائد الإحتفال بإفتراس وجودنا المطعم بالحشوات الطيبة التي تنسفنا نسفا مروعا.
ففي هذه العجينة يمكن وضع ما لا يخطر على بال من الحشوات , التي تساهم في صناعة المعجنات الحضارية ذات التأثيرات الفتاكة.
فهل قرأتم عن أمة عجينة؟
وشعب عجينة!
وأحزاب وتجمعات وفئات عجينية , لا تستطيع القيام إلا بدور العجينة!
وما أشهى عجينة معجونة بالنفط والأفكار , والتصورات اللازمة لإختمار الأهداف والإرادات المطلوبة.
وعاشت العجينة , في العصر المعلوماتي الوهاج!!