إلى أول رجلٌ في الإسلام .. إلى أول مَولدٍ في بيت الله وأخرُه ..إلى أول مقتولٍ في محراب الله وأخرُه .. إلى من لم يسجد للأصنام .. إلى أبا الفقراء والمحرومين والجياع والأيتام ..إلى أبي وأبا الخلق والأنام ..إلى سيف الله والإسلام ..إلى من جُنَ والدي(محمد عبد فيحان) في حبهِ وعشقهِ حتى أودعني نُطفةً (حيدريةً) خالصة بحبه وعشقهِ كما هو ..
إليك يا أبي..
عندما تأخُذني عَظمةُ الله وقدرته التي لا تعلوها قوةً وسلطان لأبحر مُتدبراً في خلقه وصنعه فيقفُ بُعدَ وحَجمَ و تَفكيرَ عقلي مُرغماً عند بدايةِ أول نُقطةٍ من نُقاط تلك العظمة عاجزاً , مشلولاً , مذهولاً عن المواصلة والاستمرار في التفكُر وأنا أرى تلك الجبال الراسية , الصلبة ,الصلدة الصامدة , الشامخة وهيَ تُهد وتصعق وتُخَرُ ساجدةً خَشيةً ورغبةً وخَوفاً ورعباً من الله ..فأن تَدبُري وحَيرتي وعَجزي وسكونَ عقلي ذلك لا يختلف عنه أبداً عندما أرى قالعِ بابَ خبير و قتالِ أبطال العرب, وهازم الأحزاب , ومولي الجمع , والشاطرِ بفقاره مرحب وهو يَخر لله راكعاً , ساجداً , باكياً , كما تلك الجبال الراسيات ليقول : (يا رب أني عبدتك لا خوفاً من
ناركَ التي لا تَذر ولا طمعاً في جنتك التي لا تُفنى .لكني وجدتك حقاً للعبادة فعَبدتُك) ..فأي جَبلٍ يخشى الله أنتَ يا علي ..
أبي ..عندما يأخُذُني السكون لأتفكر بأمر الله وإصراره على جميع ملائكته أن يسجدوا لأدم .فأني لا أجدُ سوى تفسيرا وجواباً واحداً لا غيرَ له .هو أن عليٌ في صلب آدم .
وكذلك يا أبي عندما اقرأُ في صلاتي مردداً (إياك نعبدُ وإياك نستعين ) فأنا على يقين مطلق أنه لولاك يا علي لم أقلها ولم يقلها احدٌ لربِ العالمين..
أبي ..عندما يؤرقني بكاء الأيتام والجياع الذين لا ينامون الليل ولا يسكنون فيه من الآم بطونهم و قسوة فقرهم وحرمانهم ..فأني اسمع في ذلك الصوت الباكي بعلوٍ شديد ..أين أنت يا علي ..
أبي ..لمَ خرجت للصلاة وقد اعترضت طريقك الإوز فقلت (صوائحٌ تتبعها نوائح ).
أبي .. لمَ لم تقتل ابن ملجم المرادي عند دخولك المسجد وقد رأيته مَجفياً على وجههِ فقلت له (لا تنم نومت الشياطين يا هذا.. و لو أردتَ أن أخبِركَ بما تَضمرُ تحت ثيابك وبما أنت فاعلٌ لأخبرتك ) ..
أبي..لم رضيِتَ أن تفوزَ ورب الكعبة لنَخسَرَ نحنُ وربَ الكعبة ..
أبي ..لم رضيت أن تُهدمَ أركان الهدى وأن تنفَصِمَ العروةَ الوثقى ..
أبي ..لمَ اكتفيتَ بأربعةِ سنوات..لمَ لم تُجرب الولايةَ الثانية وتسعى مُجاهداً للثالثة..
أبي ..لم تكرمت عن عورة أبيهم أبن العاص ولم تَقتله , لقُتِلَت معهُ فتنهم و داعشهم ..
أبي ..يا من هو أعلم بطرقِ السموات من طرق الأرض.. لم قَبلتَ أن تُولد في امةٍ تَقتُلك وتخرج عليك .. لمَ لم تُفَكر أن تكونَ يَهودياً أو نَصرانياً لكان العالم اليوم كله مسيحياً أو يَهودياً لان منهما علي ابن أبي طالب ..
تباً وسحقاً لأمة تدعي الإسلام ولم تَرفع علياً في مآذنها..
مقالات اخرى للكاتب