Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
سرد طفولي
الاثنين, آب 22, 2016
حسن النواب

مازلت أتذكر حكايات مثيرة وشيّقة ، كانت أمي رحمها الله تسمعنا إياها شفاهاً بطريقة أخّاذة حين يجن الليل ، وبرغم تكرارها لتلك الحكايات الشعبية في كل ليلة شتوية ونحن نجتمع حول « منقلة الحطب « في غرفة دافئة حتى يداهمنا النعاس  فنتسلل الى أفرشتنا الواحد تلو الآخر لنغط بنوم عميق ، أو حين تقص تلك القصص في ليالي الصيف فوق السطح وضوء القمر يداعب برقة أجفاننا ثم نغفو دون أن ندري ، لكننا لم نضجر ونشعر بالسأم والملل من سماع قصة « الملك محمد « وصراعه مع معشر الجن وحكاية التاجر ومخاطر البحر لسفينته وقتاله الشرس للقراصنة حين يتغلّب على شرورهم بنهاية المطاف ، أو قصة الصياد الفقير الذي يعثر على لؤلؤة في بطن سمكة وحيدة يصطادها من النهر ، بل كانت أمي رحمها الله تسرد لنا حكايات طريفة تجعلنا نغرق بالضحك منها حكاية قوم طرطبيس الذين لا يعرفون الجمعة من الخميس وحكاية الزنجي الأبله التي لا تخلو من إشارات إيروتيكية بريئة ، ولعل هذه الحكايات تسربت الى وجداني وجنوني وتفاعلت معها برغم ان عمري لا يتجاوز السبع سنوات ، فحاولت تقليدها ولكن بطريقة أخرى ، إذ كان هناك صديق يكبرني بأربع سنوات وإسمه كاظم عبود عرب ، بالواقع كان صديقاً لأخي الأكبر علي النوّاب ، لكن لعبة سرد طفولي إبتكرتها هي التي جمعتنا ، ولا أدري حتى اللحظة كيف راودت خاطري تلك الفكرة التي لا تخلو من غرابة ؟ وحرصنا على تنفيذها كل يوم بعد خروجنا من المدرسة وقبل ان تجنح شمس مدينة المناذرة الى الغروب ، كنت أجيء برغيفين خبز خلسة عن عائلتي ، واحد لي والآخر لصديقي عرب ونتّخذ من سدّة ترابية تدعى « الردّاد « مكاناً لجلوسنا ، ونبدأ بتخيّل حكايات لا وجود لها يقصّها أحدنا على الآخر ، كان زمن القصة ينتهي مع التهام آخر قطعة من رغيف الخبز ، كل يوم نبتكر قصة نضع لها شخصيات من أهالي المدينة وبخيال طفولي جامح نؤلف أحداثاً تصادفهم ، نذهب بجنون سردنا مع تلك الشخصيات الى مدن لم نرها من قبل ، وكثيرا ما كنّا نختار العاصمة بغداد مكاناً للأحداث برغم اننا لم نزر بغداد من قبل ، لكننا نتحدث عن شوارعها وفنادقها وصالات السينما فيها وحدائقها كأمكنة مفترضة لحركة الشخصيات وفق خيال محض ، اذكر ان قصة من وحي خيالي طبعا ، سردتها ذات يوم لصديقي عرب أعجبته كثيراً ، حين إخترت فتاة مراهقة من مدينة المناذرة كانت تتصف بجمال متوحش وتكبرني بعشر سنوات كبطلة لقصتي وجعلت من نفسي عشيقاً لها ، حيث أخذتها برفقتي الى رحلة إستجمام لمدينة خيالية بواسطة مركبة تشبه بساط الريح كنت أقودها من خلال خيوط حرير حمراء ، لكن شرطي مرور يرتدي بذلة من عاقول أصفر يوقف مركبتي وسط السماء ويطلب إجازة السياقة مني ؟! فأدخل معه بمشاجرة عنيفة حرصت خلالها على إستعراض شجاعتي امام عاشقتي المراهقة ، وبعد صراع فضائي لايخلو من الإثارة ، أقذف بجسده الى غابات نخل بعيدة على الأرض ونرى معا تهشم جسده وتناثر أشواك بدلته العاقولية ، وأواصل رحلتي بعناد لتلك المدينة ، حين نصلها نكتشف ان بيوتها مشيدة من ضباب ودخان وأسواقها ملأى بأناس مصنوعين من المطر ، وطعامها لم يكن الاّ سُحبا بلون الحليب ، في مطعم هلامي عائم بالهواء نتناول سحابتين صغيرتين كوجبة إفطار بشهية لاحدود لها ولم يكن ثمنها الاّ قبلات نطبعها على لوحة ذهبية معلقة بالفراغ ، نشعر بعدها بطاقة هائلة تسكن جسدينا ، كان الناس المطريون ينظرون نحونا بغرابة لأننا من دم ولحم ، ونشعر بالحرج من نظراتهم التي تلاحقنا ، حتى قررت مغادرة تلك المدينة بلمح البصر وعدت بها الى مدينة المناذرة وربما أنهيت القصة لأن رغيف الخبز الذي كان بحضني كان قد إنتهى بمعدتي هو الآخر وبذلك لابد من خاتمة للقصة ، كان صديقي عرب اثناء سردي الشفاهي ، يقاطعني بين حين وآخر طالباً مني تقبيل فتاتي المراهقة ومطارحتها الغرام ، لكني كنت أتجاهل طلبه بغضب مكتوم ، لا أدري لماذا حرصت الحفاظ على نقاء وبراءة القصة حتى نهايتها ولم أفكر مطلقاً بإستغلال تلك الرحلة لمآرب شخصية رخيصة أو لرغبات جنسية مع تلك الفتاة برغم توفر فرصة الخلوة لدينا ؟ لقد حاول صديقي عرب بيوم آخر ان ينسج قصة على منوال قصتي ، وإختار سيدة جميلة من مدينة المناذرة لكنه لم يتمكن من مواصلة القصة فلقد شحّ خياله فجأة و تعثر على لسانه السرد ، هزّ رأسه يائساً وطلب مني ان أعيد على مسامعه قصتي العجيبة مع تلك الفتاة المتوحشة الجمال بعد ان وضع رغيفه بحضني حتى أبقى أسرد القصة الى اطول وقت ممكن ، لكني أعدت الرغيف اليه وقلت : قصتي زمنها رغيف واحد وليس رغيفين .


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.45858
Total : 101