Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
شارع مزدحم يختزل مأساة البلد ، تأملات سائق
الخميس, شباط 23, 2017
ماجد الخفاجي

أتعجب كثيرا من شدة إستخفاف الدولة بمعاناة الناس ، والمتاجرة بآلامهم وبخس حقوقهم وإهمالهم ، وكف يدها تماما عن رعايتهم ، بل نراها ترفع يدها عن كل أشكال دعمهم ، ثم إبتزازهم من خلال الفساد المستشري في كل مرافقها ، مع الغلاء الشامل للمعيشة والفواتير لخدمات عوراء كأجور الكهرباء الخيالية والأسوأ على الإطلاق هذا الشتاء ، وأثمان الوقود الأغلى في الشرق الأوسط والأسوأ في العالم حتى بين الدول المستهلكة (لا المصدّرة) للنفط ! ، إنها بحق دولة قامت على إستنزاف المواطن وعدم إحترامه ، وتكديس المزيد من همومه التي لا تُعد ولا تُحصى بدلا من مجرد تفكير جدي ، في محاولة تفريجها ! .

قائمة المضايقات والعوائق التي تضعها الدولة في وجه المواطن لا نهاية لها تحت شعار الهاجس الأمني الذي فشلت دوما في مواجهته ، هاجس طالما تمخضت عنه إجراءات أمنية كسيحة بمنتهى التخلف والسذاجة والغباء ، لهذا لم تنجح حتى في إبطاء عجلة الأرهاب والتوتر الأمني الذي يراه رجل الشارع وكأنه يصب لصالح الدولة ! ، فيدفع المواطن ثمن هذا التخلف والنظر الآني القصير واللامهني من حياته وراحته وكرامته وماله ووقته .

من مفردات هذه القائمة القبيحة والطويلة هي ظاهرة الزحامات المرورية اللامبررة ، أكثر من مليون لتر من (البنزين) السيء جدا ، هو قيمة الهدر اليومي لهذه المادة بسبب سيطرات لا فائدة منها سوى كونها مجرد (مضيق) على سيارات عابري السبيل ، زائدة دودية ملتهبة لا يشكو ألمها إلا السائق وربما شرطي السيطرة ، فكلاهما يعاني من الملل والرتابة والبيروقراطية القاتلة وجهد عقيم ومضيعة للوقت ، كلاهما يعلم أن لا طائل من هذه السيطرات التي وعدنا السيد رئيس الوزراء أكثر من مرّة بإزالتها ، وبدلا عن ذلك تكاثرت كالجراثيم ، متحدية كلمة السيد رئيس الوزراء الذي يبدو أنه تملّص من كل وعوده ، والمواطن يتسائل ، إذا كانت كلمة أكبر رأس في الدولة غير محترمة من قبل أصغر الجهات ، فكيف سيوجّه دفة الوطن ، ما هو دور طاقمه الحكومي ووزاراته ؟!.

إن تكديس السيطرات وغلق المنافذ هو حقا أستراتيجية مريضة وغبية ومتخلفة لا تعبأ بالمواطن ، فهل يعلمون أنها فرصة ذهبية لأي إنتحاري ملعون ، ليقتل أكبر عدد من الأبرياء بسبب الزحام ، أم هم مَن ينتظر ذلك !؟ ، فنرى الكثير من الشوارع الرئيسية المكتضة بالسيارات المتوقفة لأنه أغلقوا جميع مخارجها ! ، إما كان من الأجدر نصب سيطرات على (مهارب) الجحيم للتخلص من الزحام ؟ هل ينقصهم الكادر ؟ ، وكمثال على ذلك الجسر الواصل بين تقاطع معسكر الرشيد وبغداد الجديدة ، كانت السيارات تتحرك حرفيا في بعض الأحيان مترا واحدا كل بضع دقائق ، واستغرق وصولي إلى بغداد الجديدة ساعة ونصف لمسافة لا تزيد عن كيلومتر ونصف الكيلومتر ، لأن (الأفندية) أغلقوا منذ زمن بعيد أهم مسرب للسيارات في نهاية الجسر ، وهو مسرب مركز شرطة (الألف دار) ، وسط قلقي الشديد من نفاذ وقود سيارتي في قلب المعمعة .

خلف سيارتي كانت ثمة (سايبة) أصابتني بالصداع لأن صاحبها لا يكف عن التزمير كلما تأخرت بضع (سنتمترات) عن (دعامية) السيارة التي امامي ، وقريبا مني وقع حادث تصادم خفيف ، نتج عنه أنواع السباب والشتائم والكلمات النابية والتهديدات وتحول إلى الإشتباك بالأيدي ، جعلني حقا أيأس من أخلاق الناس التي تغيرت ! ، هكذا صار طابور السيارات المبتلية مرتعا يعج بمئات المتسولين ، ما بين عاهات حقيقية ومزيفة ، ومنهم على كراسٍ متحركة ، نساء يحملن أطفالهن ، أطفال يرشون الزجاج الأمامي ، فيزيدوا الزجاج إتساخا ، ويتعكر المشهد المتعكّر أصلا من خلالها ، باعة إبتكروا (چنابر) ضيقة على عجلات تلائم السير بين السيارات ، تحمل أنواع القلائد والسّبَح والمداليات ، الكثير من الشباب يحملون (ترامز) الشاي ، والبعض يبيع (خرق) تنظيف السيارات ، شباب يحملون مكبرات صوت ، للترويج (بالسي دي) بزعيق عال جدا يخدش الأذن لأغانٍ عجيبة غريبة غير صالحة للبث من الإذاعات ! ، عدا مروجي كارتات الموبايل ، شيوخ بعمر الأجداد يبعون (الكلينكس) و(النساتل) ، إنهم كبار في نظري لأنهم يطلبون لقمة حلالا وإن كانت مُرّة وفي هذا البرد القارص ، هم نظاف في نظري وإن اتسخت جلابيبهم ، هم أنظف بكثير من سياسي ببدلة أنيقة تضم بين جنباتها جيفة ! ،   هكذا تحول هذا الطابور المميت إلى سوق متحرك تعلوا فيه أصوات المروّجين وكلمات الإستجداء على هدير المحركات وقرقعة (الأدوانس) بسبب رداءة الوقود ، والهواء السام والملوّث ، وترى الغالبية من السائقين صابرين على نهج الإستخفاف هذا حتى إعتادوا عليه .

أخيرا أتى الفرج بالمرور من عنق الزجاجة – السيطرة ، كان هنالك شرطيان لا هم لهم سوى تعنيف السائق الذي يمرق من أمامهم مسرعا ! ، فعليك المرور من أمامهم وأنت تتهادى بسيارتك متصنعا  الإبتسامة وتؤدي لهم الإحترامات رغم كل المآسي والتعب وهو يواجهك بوجه متجهم عبوس ، وبعد السيطرة كان الشارع خاليا تماما ! ، كان ثمة منفذين في تقاطع (سينما البيضاء) ، أحدهما يمينا حيث سوق بغداد الجديدة ، فوجدتهم وقد أغلقوه بمبردة هواء صدئة (من السكراب) وكرسي مكسور ! ، والثاني يسارا حيث منطقة (الغدير) ، وقد أغلقوه منذ زمن بعيد بصبّات كونكريتية لم تفدنا بشيء سوى أزدياد وتيرة الإنفجارات على أثرها ! ، وما كان عليّ سوى سلوك الطريق الوحيد الذي حددته لي عقليتهم المريضة الغير مسؤولة ، أخيرا وصلت لتقاطع معروف بإسم (محلات الحذاء الذهبي) ، فوجدته مغلقا ! ، وقد تكدست السيارات عنده أيضا وعدت للدخول في إختناق آخر ، ولساعة كاملة أخرى ! ، هكذا استغرقت ساعتان ونصف للوصول لوجهتي التي من المفترض أن لا تزيد عن 10 دقائق ! ، فوجدت نفسي وقد أبتعدتُ شوطا بعيدا عن وجهتي وأنا أعض أناملي غيظا وحنقا وغضبا ، لاعنا ساعة ولادتي ، لأني لم أكمل مشواري مشيا بدلا من أصطحاب سيارتي ، هكذا تحولت السيارة في بلد العجائب من سلعة ترفيهية ضرورية تبسط الحياة وقد كانت كاليد والقدم ، إلى عبء كبير لا تفيدك عندما تحين الحاجة إليها ، بشوارع لم تعرف الصيانة وتعاني الحفر والتخسفات وبعدها عن اية صيانة ، وإن خلت من هذه الآفات ، تأتي المطبات التي تجعلني أتسائل ، عن نوع السائقين الذين لا تخفف سرعتهم سوى (مطبة) وليست مراعاة الناس أو الحس بالمسؤولية ! .
حقا أن هذا الطريق صورة مصغرة عن وضع البلد ، بكل ما فيه من ناس أدمنوا الصبر وبالتالي أدمنوا الضيم لأنهم إعتبروه واقعا ، بكل ما فيه من صور الفقر المروّعة والعاهات والإهمال والوساخة والإستنزاف والإستصغار والفساد والتخلف والظلم وسوء التخطيط والعبثية والعشوائية والبيئة المسممة ، حكومة تفتقر بشدة للكرامة والهيبة والإعتداد بالنفس ، إنه صورة عن بلد يهمل الطفولة وينبذ الشباب ويعق الشيوخ ، ويشح على المعوزين ، حكومة كان إنجازها الوحيد والكبير أمام العالم ، أنها أحالت البلد من أغنى البلدان إلى أفقرها ، بوقت قياسي !. 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.48884
Total : 101