الطاغية، الدكتاتور، المستبد، الظالم، المجرم، المقبور. كلها القاب لقُب بها الرئيس السابق صدام حسين الذي حكم العراق فترة خمسة وثلاثون عاما، حتى اطاحت به الولايات المتحدة الامريكية وحلفاؤها يوم 9/4/2003، بذريعة أن العراق يمتلك اسلحة نووية كيمياوية محرمة دولياَ . وقد تبين فيما بعد انها كانت مخطئة حيث لم تجد تلك الاسلحة المزعومة، بعد أن دمرت العراق بترسانتها العسكرية واساطيلها، وتعزيزاتها الهائلة الجبارة ، وقوتها الجوية والصاروخية العابرة للقارات.
وقد خدعت الشعب العراقي، بقولها انها تريد إنهاء النظام الشمولي!، وتبديله بنظام ديمقراطي!. فصدق الشعب العراقي هذه الاكذوبة الكبيرة، بل انها انطلت عليه. وما هي الا فترة وجيزة، حتى جاءتنا بعصابات ومافيات منظمة، وتحت مظلة الاحزاب السياسية الدينية الطائفية. وكانت هذه المافيات تحترف الجريمة، بكل انواعها ومسمياتها، منها: السرقات، والاجرام بكل ابعاده، والتصفيات الجسدية، وزج الشباب في السجون تحت طائلة الارهاب، وغيرها من المسميات التي تتقنها هذه المافيات، فضلا عن الفساد المالي والاداري الذي اصبح مستشريا في كافة دوائر ومؤسسات الدولة. حتى اصبح العراق عبارة عن انقاض، وروح لا تدب فيها الحياة، حيث انتشرت الامراض والاوبئة، والجهل والامية والسرقات، مما جعل العقول تشد الرحال الى الدول الغربية تلتمس الامن والامان، وايجاد فرص العمل، حتى، اخيرا، هجر العديد من الشباب الذي فقد الامن والامان، ولم يجد فرصة عمل، فهاجر هو الآخر الى العديد من الدول الغربية، مخاطرا بحياته، بسبب سياستكم الرعناء.
وانتم.. ايها السياسيون المخادعون، تصفون صدام بأنه: شن الحروب على دول الجوار، وقتل العلماء، وقتل المعارضين، وتسبب في الحصار الاقتصادي الذي انهك الشعب، واجاعه، واقام ضد الكورد مايسمى بعمليات الانفال، وحرم الشيعة من اداء طقوسها الدينية. وفعل غير هذا من الجرائم الانسانية، وحرم المواطن العراقي من ممارسة حقه.. حتى سلط ازلامه من البعثيين وسواهم على رقاب الناس.
طيب! ؛ صدام فعل كل هذا، خلال فترة حكمه.. وانتم ما فعلتم؟
اقول: يتمتم الاطفال، رملتم النساء، اجعتم الشعب، قتلتم به الروح الوطنية. سلمتم بعض مدن العراق (للدواعش)، زرعتم في البلاد الطائفية، ارتكبتم جريمة(سبايكر)، سرقتم مليارات الدولارات ومولتم بها احزابكم، ابتعتم فلل وعقارات داخل وخارج العراق. كنتم حفاة، والآن، كل واحد منكم يمتلك القصور والعديد من العقارات في ارقى مدن ومناطق العراق.
لاتقولوا: أن الشعب جاهل وساذج؟! .
بل قولوا: أن الشعب طيب، وامنكم على ماله وارضه، فخنتم الامانة، وحكم الخائن القتل والتعليق على المشانق. نعم خنتم الامانة باسم الدين والمظلومية، فكنتم الظلمة المجرمون. خدعتم وخادعتم، فأنتم المجرمون المخادعون .
تقولون صدام فعل، وفعل.. وانتم اجرمتم بحق الشعب مدة ثلاثة عشر عاما، يساوي اضعافا مضاعفة مما فعله صدام خلال مدة حكمه المعروفة.
لا ادري، انتم على أي دين، ومن أي ملة؟ ، لا تستحون، لا تخجلون، لا تحبون الوطن، لا تحبون الشعب، لا تخافون الله ، وتدعون انكم مسلمون زورا وبهتانا، وافعالكم تدل على جرمكم المترسخ فيكم، تبا لكم ، وتبا لمن جاء بكم، يوم جئتمونا على ظهور دبابات الاحتلال، حتى لوثتم ارض بلادنا المقدسة، أن نهايتكم لقريبة. سنصبر وما صبرنا الا بالله.
مقالات اخرى للكاتب